إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

356 فتوح الشام ( للواقدي )


356

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ حدثنا أبو محمد قال‏:‏ حدثني عن أثق به عن قيس بن هبيرة‏.‏

قال‏:‏ كنت من أصحاب يوقنا حين سار بالرسالة إلى بدليس وتحدث مع طاريون وأنفذ صاحب بدليس إليه وكان لما بلغه قدوم يوقنا صعد إلى حصنه فاستحضره وأنا معه فوجدناه على سرير مملكته فسلمنا عليه‏.‏

فقال يوقنا‏:‏ إن أمير جيوش المسلمين بأرض ربيعة وهو عياض بن غنم قد أرسلنا إليك ندعوك إلى توحيد الله ورسالة نبيه ولكم ما لنا وعليكم ما علينا واعتبر بمن تقدم من الملوك وأصحاب الأقاليم والعز فقد أصبحوا هالكين فما جوابك فقال‏:‏ أيها السيد إني قد كنت أردت أن أرسل رسولًا إلى أميركم في طلب الصلح وأعطيه شيئًا وأن أبقى على ديني ومن أراد من أهل بلدي أن يرجع إلى دين القوم فلست أمنعه‏.‏

فقال يوقنا‏:‏ بكم يطيب قلبك أن تدفع في صلحك على بدليس وأرزن وما تحت يدك من البلاد فإني إذا أمضيت لك الصلح فقد رضيت به العرب‏.‏

فقال‏:‏ أيها السيد أعطيهم مائة ألف دينار وخمسمائة زردية وألف قوس وأن لا يولى على مملكتي غيري حتى أموت وأن لا يبقى من قبلهم إلا رجل أو رجلان حتى يعلموا من أسلم شرائع الإسلام وأن يكون أمري نافذًا في مملكتي ومن أسلم يكون أمره لمن يكون عندنا من قبلكم وما يكون لي عليهم حكم‏.‏

فقال يوقنا‏:‏ قد أمضينا صلحك وأتممنا عهدك وأنا أعطيك عهد الله ورسوله على ما ذكرته‏.‏

قال وأعطاه عهد الله ورسوله وهادنه على الهيئة التي هادن رسول الله صلى الله عليه وسلم هرقل ملك الروم وحلف له عن المسلمين كلهم‏.‏

قال وإن قيسًا ذهب إلى عياض فأعلمه بما استقر بينهم فلما وصل كتاب يوقنا إلى عياض رحل من مكانه إلى أن نزل على بدليس فوجد البطريق قد أخرج ما وقع عليه الصلح فلما قدم عياض نزل إليه البطريق وتلقاهم وحياهم بأحسن تحية وأنزلهم في أحسن منزل وقدم لهم الأموال وكتبوا بذلك عهدًا‏.‏

قال‏:‏ ونظر المسلمون من أهل اليمن وبادية العرب إلى البنات وحسنهن فمالت أنفسهم إليهن وشرب أكثرهم الخمر فلما رأى عياض ذلك صعب عليه فأمر أن يؤتوه بمن فعل ذلك فأقام عليهم الحد وأخذ منهم حق الله وقال لهم‏:‏ أكفر بعد إيمان أبهذا أمرتم أم لهذا خلقتم أما سمعتم ما قال من أمره بين الكاف والنون‏.‏
‏.‏
‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق