114
فتوح الشام ( للواقدي )
فقال سعيد بن زيد: أيها الأمير إني رأيت فارسًا عظيم الخلقة طويلًا ضخمًا أحمر اللون وبيده سيف وعليه لامة حربه صفتهما كذا وكذا وهو في وسط الروم كأنه البعير الهائج فحملت عليه وقلت في حملتي: اللهم إني أقدم قدرتك على قدرتي وغلبتك على غلبتي: اللهم اجعل قتله على يدي وارزقني أجره.
فقال له أبو عبيدة: أما أخذت سلبه يا سعيد.
قال: لا ولكن علامتي فيه نبلة من كنانتي أثبتها في قلبه فخر يهوى عن جواده ونفرت عنه أصحابه فلحقته فضربته بسيفي ضربة فصرمت حقوته ونبلتي في قلبه.
قال أبو عبيدة رضي الله عنه: أدركوه رحمكم الله وسلموا سلبه إلى سعيد ففعلوا ذلك.
قال الواقدي
: فلما أخذت الحرب أوزارها أخذ المسلمون الأسلاب والدروع والشهابي ومثلوا الجميع أمام الأمير أبي عبيدة رضي الله عنه فأخرج منها الخمس لبيت مال المسلمين وقسم الباقي على المجاهدين.
قال ووقع الصياح والبكاء في حمص على من قتل منهم من فرسان الكفار ورجالهم.
قال واجتمع مشايخ حمص ورؤساؤهم إلى بيعتهم وتحدثوا مع القسوس والرهبان على أن يسلموا حمص إلى المسلمين وخرج علماء دينهم ورؤساؤهم إلى أبي عبيدة رضي الله عنه وصالحوه على تسليم المدينة إليه وأن يكونوا تحت ذمامه وأمانه فصالحهم أبو عبيدة رضي الله عنه وقال: لست أدخل مدينتكم حتى نرى ما يكون بيننا وبين الملك هرقل وأراد أهل حمص أن يكرموا المسلمين بالإقامة والعلوفة فنهاهم الأمير أبو عبيدة عن ذلك ولم يدخل أحد من المسلمين إلى حمص إلا بعد وقعة اليرموك كل ذلك ليتقرب المسلمون إلى الروم بالعدل وحسن الصحبة.
قال جرير بن عوف: حدثنا حميد الطويل.
قال: حدثني سنان بن راشد اليربوعي.
قال: حدثنا سلمة بن جريج قال: حدثنا النجار وكان ممن يعرف فتوح الشام قال: لما صالحنا أهل حمص بعد قتل هربيس خرج أهل حمص ودفنوا قتلاهم فافتقدنا القتلى الذين استشهدوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا من استشهد من المسلمين مائتين وخمسة وثلاثين فارسًا كلهم من حمير وهمدان إلا ثلاثين رجلًا من أهل مكة: وهم عكرمة بن أبي جهل وصابر بن جرئ والريس بن عقيل ومروان بن عامر والمنهال بن عامر السلمي ابن عم العباس رضي الله عنه وجمح بن قدم وجابر بن خويلد الربعي فهؤلاء من المسلمين الذين استشهدوا يوم حمص والباقون من اليمن وهمدان ومن أخلاط الناس.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق