19
المقارنة بين .. الإسلام والنصرانية واليهودية .. والاختيار بينهم
3- وايضًا، نجد أن توراة اليهودية التي بين يدَيها الآن، مليئة بالأخطاء والتناقضات والتحريفات البينة وبمشيئة الله تعالى سوف نشير إلى جزء منها عند الحديث عن الكتاب المقدس للنصرانية، نظرًا لتضمنه لها، واحتواءه عليها، تحت مسمّى العهد القديم، وذلك حتى لا نلجأ إلى التكرار.
وبالإشارة إلى أحد نماذج تلك الاختلافات والتناقضات والتحريف البيّن، نوضح:
أن اليهودية تزعم بغير وجه حق أن إسحاق هو من قُدِّم للتضحية والذبح، عندما أمر الله تعالى نبيه إبراهيم بذبح ابنه في رؤيا له، كاختبار منه سبحانه وتعالى لنبيه إبراهيم، من حيث الانقياد والاستجابة لأوامره، والتنفيذ لها.
فاليهودية تزعم، أن كتابها يقول:
«وامتحن الله إبراهيم، فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق، واذهب به إلى أرض المريا، فأخذ إبراهيم بيده النار والسكين، ونظر وإذا الكبش وراءه» (سفر التكوين، الإصحاح 22، عدد 2).
ولعلنا نلحظ أن الفقرة السابقة من سفر التكوين قد جاء بها كلمة (وحيدك).
وبالمقارنة مع نصين آخرين من كتاب اليهودية، إحداهما يقول: «فولدت هاجر إسماعيل وكان عمر إبراهيم آنذاك ستًا وثمانين سنة» (سفر التكوين إصحاح 16 عدد 15).
والنص الآخر يقول: «وكان عمر إبراهيم مائة سنة حين ولد إسحاق ولده»
(سفر التكوين إصحاح 21 عدد 5)
ومن هذين النصين الآخرين، يتضح أن إسماعيل قد وُلِد قبل إسحاق بـ 14 سنة.
ومن ثم فإن إسماعيل هو من ينطبق عليه لفظة (وحيدك)، لأن إبراهيم عليه السلام لم يكن له ابن سواه إلا بعد 14 سنة من ولادة هاجر لابنها إسماعيل.
أما إسحاق، فلا يمكن أن ينطبق عليه لفظة «وحيدك»، لأنه عندما وُلِد كان لإبراهيم ابن منذ 14 سنة، وهو إسماعيل.
ويُدعّم ذلك ويؤكده: أن كتاب اليهودية ينصّ على أن الولد البكر هو الذي يُقدم للذبح.
وأن النص الذي بكتاب اليهودية قد أفاد بأن الحادثة (قصة الذبح) وقعت عند أرض المريا، وهي في بئر سبع، وهي المنطقة التي عاش فيها إسماعيل مع أمه.
ومما سبق يتبيّن لنا: أن كلمة (إسحاق) في النص الأول المذكور آنفًا في (سفر التكوين إصحاح 22 عدد 2)، ما هو إلا حشوٌ زائد وإقحام بيِّن، ومن ثم يتبيَّن لنا مدى التناقض والتحريف الذي قد نال من كتاب اليهودية، تبعًا للعنصرية المقيتة التي تعمل (اليهودية) على ترسيخها.
ويقول المسيحيون القدماء، بأن اليهود قد حرّفوا التوراة لتصير الترجمة اليونانية غير معتبرة، ولعناد المسيحية.
ومن قليل ما أشرنا إليه بتبيّن لنا بالأدلّة الدامغة والبراهين القاطعة، أن ما بأيدي اليهودية الآن ليست بالتوراة التي قد جاء بها موسى عليه السلام، لِمَا أصابها من التغيير والتبديل، والتحريف والتلويث، من قِبَل الأيدي الخفيَّة ذات المصالح والمطامع، والانقياد تبعًا للأهواء والشهوات.
يتبع
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق