10
اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس
ولكن بعض المفسرين أخذ بأقوال كثير ممن د سوا في تفسير القرآن ما يسمى بالإسرائيليات، والمذاهب المنحرفة، ولا
سيما أولئك القصاصين الذين انحرفوا في تفسير القصص التي أوردها القرآن الكريم عن الهدف الذي قصده القرآن،
مخالفين بذلك القصد من إيرادها، وهو إبعاد الزيف عنها وتتريه الأنبياء وهداية الناس، قال سبحانه وتعالى: (إ ن هذا
إن ربك يقضي بينهم وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون
بحكمه وهو العزيز العليم) 16
وقد أكد القرآن الكريم تحريف المحرفين لكثيرمن قصص الأنبياء بالذات، قال سبحانه: (من الذين هادوا يحرفون
الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليًا بألسنتهم وطعنًا في الدين) 17
والإسرائيليات هي أخبار بني إسرائيل وخرافاتهم الذين دسوها في التوراة والتلمود، وك َ ذبوا على الله وافتروا على
الأنبياء وأنبيائهم خاصة، وأدخلوها في تفاسير القرآن الكريم، وموهوا بها على المسلمين فانطَلت على كثير منهم،
مثل ما جاء في تفسير الطبري (حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي قال، حدثنا أبي قال، أخبرنا أسبا عن
السدى قال، تزوج إسحاق امرأًة فحملت بغلامين في بطن، فلما أرادت أ ْ ن تضعهما اقتتل الغلامان في بطنها، فأراد
يعقوب أن يخرج قبل عيص فقال عيص: والله لئن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي ولأقتلنها، فتأخر يعقوب،
وخرج عيص قبله، وأخذ يعقوب بعقب عيص فخرج، فسمي عيصًا لأنه عصى فخرج قبل يعقوب، وسمي يعقوب
. لأنه خرج أخذًا بعقب عيص) 18
وقد خرجت الإسرائيليات عن دائرة الجواز التي حددها الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: (حدثوا عن بني
إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي عامدًا متعمدًا ليتبوأ مقعده من النار) 19 وقوله: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا
تك ّ ذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما ُأنِزل إلينا وما ُأنِزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي
موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون. فإ ْ ن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد
اهتدوا وإ ْ ن توّلوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن
له عابدون).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.78- 16 - النمل/ 76
. 17 - النساء/ 46
319 . واقرأ كتاب أمجاد إسرائيل للدكتور جرجي كنعان صفحة 11 وما بعدها من نقولات عن التوراة؛ احتيال يعقوب / 18 - الطبري، تاريخ الأمم والملوك 1
على أخيه وخداع أبيه، وسرقته البكورية من أخيه والبركة، وأنه صارع إيل (الرب) وغلبه وأخذ منه اسم إسرائيل. وأ ّ ن راوبين زنى ببلهة زوجة أبيه، وأ ّ ن أخاه
22 ، سفر / يهوذا الذي ينسب إليه اليهود زنى بكنته، وأ ّ ن الكهنة كانوا يضاجعون النساء في بيت الرب أمام المذبح، إلى كث ٍ ير من هذه المفتريات. سفر التكوين 53
.22/ صموئيل الأول 3
19 - رواه البخاري في باب ما ذكر عن بني إسرائيل.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق