16
اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس
كان يقرأ القرآن كل سبعة أيام، ويختم التوراة في كل ثمانية أيام، وينقل عن التوراة في تفسير القرآن. وكان يكنى أبا
. مروان، وكان يعد من البلغاء كما يقول ابن النديم عنه ولرسائله مجموعة نحو ألفي ورقة 36
هؤلاء أشهر من روج الإسرائيليات ودسها على المسلمين، وعنهم وعن رواياتهم نقل كثير من المفسرين كثيرًا من
هذه الأضاليل والأكاذيب والمفتريات في كتب التفسير والتاريخ، إما بغفلة، وإما لكي يأتوا في كتبهم بالأخبار
والقصص التي تستهوي العامة دون أن يقدروا خطورها، وإما بتعمد مقصود لتزوير التاريخ، وتشويه صورة الإسلام
كما فعل الزنادقة. كما يقول ابن خلدون: (وتساهل المفسرون في ذلك وملؤوا كتب التفسير هذه المقولات) 37
منهم بشر المريسي وهارون الأعور بن موسى وابن جريج وزكريا بن يحيي بن زائدة، وكثيرًا ما كان ينبه بعض
المفسرين والمؤرخين على كذبها أو عدم معقوليتها، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم لمثل هذا حين قال: (لتتبعن
سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قلنا: يا رسول الله آ اليهود
والنصارى ؟ قال فمن!)، أي ضمن غيرهم.
بدء التفسير وبدء الإسرائيليات فيه
كان –التفسير- أو ً لا بابًا من أبواب الحديث، جمع ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد من العلماء منهم
يزيد بن هارون السلمي المتوفى سنة 113 هجرية وشعبة بن الحجاج المتوفى سنة 160 هجرية وسفيان بن عيينة
المتوفى سنة 198 هجرية.
ثم انفصل التفسير –ثانيًا–عْلمًا قائمًا بنفسه، ووضع التفسير لكل آية من آيات القرآن الكريم، ورتب على ترتيب المصحف، وكان متق?يدًا إلى ح ?ّ د ما بالتفسير المأثور، كما فعل ابن ماجة المتوّفى سنة273 هجرية ومحمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 327 هجرية.
ثم خرج التفسير عن طابع المأثور –ثالثًا– وذكرت
فيه أقوال المفسرين، ودخل الوضع فيه، وُألِبس الصحيح بالعليل، وتسربت الروايات الإسرائيلية إليه، كما حدث في
تفسير النيسابوري الثعلبي. ثم توسع العلماء في التفسير –رابعًا– واختلط فيه الفهم العقلي بالتفسير النقلي واللغوي،
ودخلت فيه المعارف والآراء المتباينة، والعقائد المتشعبة، واستنباطات الأحكام الشرعية. وكثرت التفاسير وتباينت
أنواعها، فصار للمسلمين تفسير يعتني بالنحو كتفسير المحيط لأبي حيان التوحيدي، وتفسير يعتني بالفلسفة كتفسير
مفاتح الغيب للفخر الرازي، وتفسير موسع كتفسير القرطبي وتفسير الألوسي. وتفسير للأحكام الشرعية كتفسير
الجصاص، وتفسير صوفي مليء بالشطحات الصوفية كتفسير ابن عربي، وتفسير مليء بالإسرائيليات كتفسير
الخازن 38 ، وتفسير ذو اتجاه معتزلي كتفسير الكشاف للزمخشري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. 36 - الفهرست/ 131
. 37 - مقمدة ابن خلدون/ 297
38 - الخازن، علي بن محمد بن إبراهيم بن عصر بن خليل الشيحي البغدادي المعروف بالخازن، لأنه كان خازن كتب خانقاه السميساطية بدمشق المتوفى سنة
137 ، وأّلف كتابه في التفسير (التأويل في معاني التتريل) وكان واعظًا متصوفًا يعنى بالجانب القصصي.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق