11
اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس
وموقفنا من الإسرائيليات مع أقسامها الثلاثة، قسم يشهد القرآن الكريم بصحته وصدقه، فهذا نصدقه. وقسم علمنا
كذبه مما عندنا مخالفته، فهذا نرده ونكذبه.
وقسم مسكوت عنه. وقد منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من يحدث
عنهم، روى البلاذري قال: (حدثني عبد الأعلى بن حماد النورسي أبو يحيى، حدثنا وهيب بن خالد، أنبأنا ابن عون،
عن إبراهيم النخعي: أنه بلغ عمر أن رجلا كتب كتاب دانيال 20 ، فكتب إليه أ ْ ن يرفع إليه فلما قدم عليه، جعل عمر
نحن نقص عليك إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون تلك آيات الكتاب المبينبطن كفه بيده ويقول: (الر
، أحسن القصص) 21 ، قال: (أفقصص أحسن من كتاب الله؟) فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، اعفني، فوالله لأمحونه 22
فنهاه عمر أن يكتب عن أنبياء بني إسرائيل خشية أن يقع في نقل مفترياتهم.
والتفاسير المليئة بالإسرائيليات تفسير النيسابوري الثعلبي المتوّفى سنة 417 هجرية وتفسير الخازن المتوّفى سنة 741
هجرية.
أشهر من قال بالإسرائيليات
من أشهر من قال بالإسرائيليات، وأدخلها بتفسير القرآن الكريم، وانطَلت على كثير من المفسرين، مقاتل بن
سليمان، ومحمد بن مروان، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وغيلان بن فروة الأزدي.
مقاتل بن سليمان
المتوفّى سنة 150 هجرية- 772 ميلادية
استمدّ علمه بالقرآن من اليهود والنصارى، وجعله موافقًا لكتبهم، كما ذكر ذلك ابن خلكان والسيوطي في كتابه
الإتقان 23 ، وقدح فيه أهل الجرح والتعديل: (لأنه اتخذ يهودًا ونصارى مصادر للأخبار وأشاد بذكرهم إلى أم "أهل
العلم الأول") وقد امه الإمام أبو حنيفة بأنه شبه كذاب، وقد انخدع به عبد الله بن المبارك، لكنه اعتبره غير ثقة.
وقد ذكروا من أمثلة تفسيره في قوله تعالى: (خلق الموت والحياة): أن الله خلق الموت والحياة جسمين، فجعل الموت
على هيئة كبش أملح لا يمر على شيءٍ ولا يجد ريحه شيء إلا مات.
وجعل الحياة على هيئة فرس بلقاء، وهي التيكان جبريل والأنبياء يركبوا، خطوها مد البصر، فوق الحمار ودون البغل، لا تمر على شيء، ولا تطأ شيئًا ولا يجد
ريحها شيءٌ، إلا حيي، وهي التي أخذ السامري من ترابها فألقاه في العجل. ويذبح الموت يوم القيامة في هيئة كبش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20 - كتاب في النبؤات ينسب إلى دانيال أحد أنبياء بني إسرائيل.
.3- 21 - يوسف/ 1
. ( 22 - البلاذري، كتاب (الشيخان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب/ 273
224 ، المطبعة الكستلية بمصر سنة 1279 ه. / 23 - السيوطي، إتقان علوم القرآن 2
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق