23
اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس
نفسه فامتنع، فلما امتنع غّلقت الأبواب وقالت تهيأت لك، والواو في وقالت تد ّ ل على فاصل وقت
بين امتناعه ومراودتها له، فلما دعته وغّلقت الأبواب خشية الهرب، أجابها على الفور دون فاصل
زمني يعطيه مهلة للتفكير في الأمر بل أجاب بدون أي حرف عطف بقوله كما في الآية الكريمة على
لسان يوسف: (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يحب الظالمين)، فلم يقل فقال أو قال مع
حروف العطف لأنه لم يحتج إلى أي تفكير في الامتناع أو الفعل، وأعقب ذلك بقوله (إنه ربي) أي
سيدي عزيز مصر (أحسن مثواي) أي مقامي عنده، فكيف أخونه في زوجته (إنه لا يفلح الظالمون)
أي الزناة الخائنون، والنبي محمد يعتبر الزنا في حليلة الجار من أشد الجرائم فكيف بمن يعاشرهم
ويعيش معهم، وهذا مقتضى كونه نبيًا ورسو ً لا.
(ولقد ّ همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه) أي
قامت لتضِربه فعل السيدة التي تأمر عبدها فيمتنع وهي في فورة الشبق الجنسي، وقام يرد العدوان
بمثله لولا أ ن تذ ّ كر نعمة سيده عليه فرعى هذه النعمة فامتنع عن ضربها، لئلا يهينها، (كذلك لنصرف
عنه السوء (أي ضربها) والفحشاء (أي الزنا) إنه من عبادنا المخلصين) ولا يوصف بالاصطفاء إلا من
كان مهيئًا للرسالة أو كان نبيًا رسولا حقيقية.
ويدل على ذلك أنه هرب منها فلحقته فقدت قميصه من الخلف لا من الأمام فهي التي تريد فعل
الفاحشة وهو الممتنع عن ذلك، وقد اقتنع الذي حّقق في ذلك كما أخبر الله سبحانه وتعالى (وشهد
وإن كان قميصه ُقد من شاهد من أهلها إن كان قميصه ُقد من ُقبل فصدقت وهو من الكاذبين
فلما رأى قميصه ُقد من دبٍر قال إنه من كيدكن إن كيدكن دبر فكذبت وهو من الصادقين
عظيم) 64 ، فقال: (يوسف أعرض عن هذا) وقال لامرأة العزيز: (إ?نك كن ? ت من الخاطئين). ويد ّ ل
بقية سياق الآيات على ذلك من اجتماع النسوة واعترافها بح?به وإصرارها على ما تريد وسجنها له
كما قال الله سبحانه وتعالى على لسا?ا: (أنا راودته عن نفسه فاستعصم ولئ ? ن لم يفع ْ ل ما آمره
ليسج?ن ? ن وليكو?نن من الصاغرين). واعترافها أخيرًا بقولها (الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه
وإ?نه لمن الصادقين). و?ذا ي?تضح تتريه يوسف النبي الرسول ع ? ما وصمته به الإسرائيليات وهذا
مقتضى النبوة والرسالة.
داوود عليه السلام
وهل آتاك نبأ الخصم إذ تس ? وروا قال سبحانه: (وشد ? دنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب
إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخ ? ف خصمان بغى بعضنا على بع ٍ ض فاحكم المحراب
إ ّ ن هذا أخي له تس ? ع وتسعون نعجة و?ل ? ي نعجة بيننا بالحق ولا تش ? طط واه ? دنا إلى سواء الصراط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.28 - 64 - يوسف/ 26
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق