إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

100 فتوح الشام ( للواقدي )


100

فتوح الشام ( للواقدي )


قال وكان الروم على سورهم يسمعون كلام البطريق لأبي عبيدة رضي الله عنه فدخل الرعب في قلوبهم فعند ذلك أقبل البطريق على الروم وقال لهم‏:‏ ما تقولون في صلح العرب‏.‏

فإني أسير في يديهم ورجالهم وبنو عمكم في قبضتهم فإن لم تصالحوا العرب وإلا يقاتلونا جميعًا ويرجعوا إليكم من بعدنا‏.‏
فقالوا‏:‏ أيها السيد إنا لا نطيق هذا المال‏.‏

فقالوا‏:‏ يا ويلكم علي وحدي ربع ما طلبوا فطابت قلوبهم بذلك وقالوا‏:‏ إنا لا نفتح الباب إلا لك وحدك ولا يدخل معك أحد ن العرب حتى نصلح مدينتنا ونرفع رحالنا ونخفي حريمنا‏.‏

فقال البطريق‏:‏ ويحكم فإني قد صالحت القوم على أن لا يدخل مدينتكم أحد منهم وإن الرجل الذي يخلفونه عليكم يكون هو وأصحابه خارج المدينة وتخرجون إليه سوقًا يتسوقون منه‏.‏

قال لفرحت الروم بذلك وفتحوا له الباب فدخل إليهم وبعث الأمير أبو عبيدة إلى سعيد بن زيد أن يخلي عن الرجال الذين هم في الضيعة محاصرون فخلى سعيد بن زيد سبيلهم وجاء بهم عند الأمير أبي عبيدة وأخذ سلاحهم وتركهم عنده رهائن على المال الذي عندهم لأنه خاف إن تركهم أن يرجعوا إلى المدينة ويغدروا بالمسلمين فتركهم عنده في عساكره هذا والبطريق في المدينة يجبي المال بعد اثني عشر يومًا وهم مع ذلك يحملون إلى عسكر المسلمين الزاد والميرة والعلوفة حتى كملت الأموال والثياب والسلاح وحملها البطريق إلى أبي عبيدة رضي الله عنه وقال له‏:‏ تسلم الأموال على ما وافقتك عليه وخل عن الرجال وانظر إلى من تخلفه علينا من أصحابك فأحضره لنا حتى نشرط عليه بحضرتك أن لا يجور علينا ولا يطالبنا بما لا نطيق ولا يدخل مدينتنا‏.‏

قال فدعا أبو عبيدة برجل من سادات قريش اسمه رافع بن عبد الله السهمي وقال له‏:‏ يا رافع بن عبد الله استعملتك على هذه المدينة وضم إليك خمسمائة فارس من بني عمك وعشيرتك وأربعمائة فارس من أخلاط المسلمين وإني آمرك بما أمرك الله به فاتق الله حق تقاته ولا تكن إلا من الولاة العادلين وإياك والظلم والجور فتحشر مع الظالمين‏.‏

واعلم أن الله تعالى سائلك عنهم ومطالبك بما تصنع بغير الحق‏.‏

واعلم أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام‏:‏ أن يا موسى لا تظلم عبادي اخرب بيتك من نفسك‏)‏‏.‏ فأقم الأرصاد في أطراف البلاد فإنك بين أعدائك وبعد هذا ما عرفتك إلا استيقاظًا وأحذرك من السواحل وشن الغارة عليهم ولتكن غارتك في المائة والمائتين ولا تمكن أحدًا من المدينة يختلط بأصحابك في غارة حتى يطمع عدوكم فيه وأحسن معاملة من ساعدك وأصلح بينهم وأمرهم بالعدل وكن بينهم كأحدهم وأمر أصحابك ومن معك أن يكفوا أيديهم عن الفساد والظلم للرعية والله تعالى خليفتي عليك والسلام عليك‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق