إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 يونيو 2014

301 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث الفصل الأول في تاريخ سيناء في عهد الدولة العشرين الأولى المصرية من سنة 5291إلى سنة 1156 ق. م. 3 – هيكل سرابيت الخادم وآثار الفراعنة فيه


301

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث

الفصل الأول في تاريخ سيناء في عهد الدولة العشرين الأولى المصرية

من سنة 5291إلى سنة 1156 ق. م.

3 – هيكل سرابيت الخادم وآثار الفراعنة فيه

  أما سرابيت الخادم فجبل صغير مستطيل الشكل مسطح الرأس في شمال بلاد الطور يعلو نحو 2650 قدما عن سطح البحر ويبعد نحو يومين بسير القوافل عن ميناء أبو زنيمة . وهو يطل من الشمال عرى سهل الرملة الفسيح ونقب الراكنة العظيم .

 في ذلك الجبل عدن الفراعنة الفيروز منذ عهد الدولة الثالثة إلى الدولة العشرين وتركوا فيه عدة مغاور كلها في الطبقة العليا من الجبل وهي تعلو نحو 1150 قدما عن طيقة الفيروز في وادي المغارة . ولكن أهم ما تركه الفراعنة في ذلك الجبل :

  " هيكل سرابيت الخادم " فقد دلت مباحث العلامة بتري أن هذا الهيكل هو من الأهمية التاريخية بمكان عظيم , لا لأنه حوى من الآثار الهيروغيليفية ما أزال كثيرا من الشكوك في تاريخ مصر فقط . بل لأنه زاد على تاريخ مصر بل على تاريخ العالم صفحتين جديدتين :

الأولى : أن المصريين مارسوا في هذا الهيكل الطقوس السامية لا المصرية .   ص   435

وإن هذا الهيكل هو أقدم هيكل معروف استخدمت فيه هذه الطقوس

الثانية : أن العمال الساميين الذين ساعدوا المصريين في التعدين في سرابيت الخادم كان لهم كتابة خاصة لا تزال مجهولة عند علماء الآثار إلى اليوم .

  " كهف الآلهة هاتور " وكان هذا الهيكل في أول نشأته كهفا صغيرا منحوتا في سفح أكمة صغيرة على سطح الجبل وله باب صغير إلى الغرب . وقد أقيم لعبادة هاتور آلهة الشمس أو النور الملقبة بسيدة الفيروز , وهي معبودة سكان البلاد الأصليين ولعلها عشتروت معبودة الفينيقييين المشهورة . فلما جاء المصريون لتعدين الفيروز في سرابيت الخادم  عبدوا هذه الإلهة بالطقوس التي كان يعبدها بها أهلها على عادة تلك الأعصار من عبادة الأجنبي آلهة البلاد التي ينزلها وممارسته طقوس أهلها .

  وأما قدم هذا الكهف فيرجع إلى عهد الملك سنفرو " 4750 ق. مِ. " المار ذكره . وقد وجد فيه شعاره وهو تمثال صقر . فكان هذا التمثال أقدم أثر للمصريين في ذلك الهيكل .

  " كهف الإله سوبدو " ثم بعد أن عبد المصريون هذه الآلهة وحدها زهاء     ص   436

ثلاثة آلاف سنة أقاموا معها عبادة سوبدو إله الشرق وهو من أشهر آلهتهم فنحتوا له كهفا في أصل الصخر بجانب كهف الآلهة هاتور ومارسوا في عبادته أيضا الطقوس السامية . وهذا الكهف هو في الأرجح من آثار الملكة هتشبسوت سنة 1503 : 1481 ق. م. من ملوك الدولة الثامنة عشرة .

  " غرف الهيكل " وظاهر من بناء الهيكل ومما عليه من الآثار الهيروغليفية أنه امتد تدريجيا من هذين الكهفين نحو الغرب في صف واحد من الغرف والأروقة حتى أصبح طوله 230 قدما وعرضه من 15 إلى 45 قدما . وله سور من الحجارة غير المنحوته طوله 80 مترا وعرضه 35 مترا وثخن حائطه 26 سنتيمترا .

  وأقدم غرف الهيكل وأقربها إلى كهف هاتور هي للملك أوسرتسن الأول سنة 3439 : 3395 ق. م. من ملوك الدولة الثانية عشرة . ثم أخذ بعده ملوك هذه الدولة الثامنة عشرة إلى العشرين يبنون الغرف والأروقة تباعا إلى أن بلغ الحد المذكور .

  " الأنصاب " وكان كلما بنى ملك غرفة في الهيكل جعل أمامها نصيبين يدلان على مدخل الهيكل . وكان الخلف يبقي على النصيبين فيبني غرفة متصلة بهما ويجعل أمام الغرفة نصبين آخرين يدلان على مدخل الهيكل الجديد وهكذل     ص   437

ويدل على الهيكل من بعيد نصب لساتي الأول سنة 1326 : 1300 ق. م. من ملوك الدولة التاسعة عشرة قائم فوق كهف هاتور . ونصب آخر جنوبيه

  وفي الهيكل داخل السور تسعة أنصاب وخارج السور , في طريق الهيكل من الغرب , 12 نصبا يحيط بكل نصب دائرة من الحجارة غير المنحوتة قطرها من 10 أقدام إلى 15 قدما . وعلو الأنصاب من 5 أقدام إلى 12 قدما قد نقش على جانبيها أو على جانب واحد منها بالهيروغيلفية . أخبار الحملات التي أرسلها الفراعنة لتعدين الفيروز في تلك الجهة . وقد استخرج العلامة بتري من تلك الأنصاب خبر 15 خملة وفيها أسماء القواد ورؤساء العمال مذكورة بالترتيب حسب رتبهم وأسماء الملوك الذين أمروا بالحملات ونظام سير الحملات وعدد رجالها ونحو ذلك .

  وأقدم الأنصاب التي خارج السور نصب موظف من رجال الدولة الثانية عشرة يقول فيه : " أنه جمع من الفيروز أكثر من كل من عدنه قبله من عهد الملك سنفرو "

  ومن الأنصاب التي في الهيكل من عهد الملك سنفرو "

  ومن الأنصاب التي في الهيكل نصب لامنمحت الثالث سنة 3303 : 3259 ق. م. من ملوك الدولة الثانية عشرة أقيم فوق مذبح من الحجر وقراءته : " قربان ملكي يقدم إلى هاتور سيدة الفيروز من أجل " كا " رئيس حجاب سبكهرهب " امنمحت الثالث " ومن أجل " كا " حامل الختم وكيل مراقب حملة الأختام " كمناع " المولود من " كاهوتب " اه .

  وأحدث الأنصاب نصبان في مدخله الحالي : الأول للملك رعمسيس الثاني سنة 1300: 1234 ق. م. والثاني للملك ستيخت سنة 1203 : 1202 ق. م. وكلاهما من ملوك الدولة التاسعة عشرة . ص 438

وأحدث أثر في الهيكل كتابة على عمودي إحدى الغرف للملك رعمسيس السادس سنة 1161: 1156 ق. م. من ملوك الدولة العشرين .

  وجميع ما في الهيكل من بناء وأنصاب مأخوذة حجارته من مقلع رملي قرب الهيكل

  قلت وقد سمي هذا الجبل سرابيت الخادم نسبة إلى هذه الأنصاب لأن " الرسربوت " في عرف أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بنفسها وجمعه سرابيت . والخادم عندهم الجارية السوداء فلعلهم نسبوا هذه السرابيت إلى الخادم لأن الصور التي في الهيكل تشبه الخدم السود . والله أعلم .

  " معبد الملوك " هذا وإلى شمالي الهيكل من داخل السور أنقاض " معبد الملوك " وهو بناء فخم من آثار الملكة هتشبسوت المار ذكرها ومما على جدرانه من الرسوم : الملكة هتشبسوت تقدم القرابين للآلهة هاتور والآلهة سوبدو والإكرام للملك سنفرو .

  " تلة الرماد " وإلى جنوب الهيكل خارج السور تلة مرتفعة عليها أكداس من الرماد . وفي غرف الهيكل أيضا رماد . وقد قدر العلامة بتري ما بقي للآن على التلة وفي الهيكل من الرماد بخمسين طنا .

  " الطقوس السامية " فهذا الرماد والأنصاب وأشياء أخرى في الهيكل بل  كيفية بناء غرف الهيكل هي التي دلت العلامة بتري على أن المصريين لم يستخدموا في عبادتهم الطقوس المصرية بل استخدموا الطقوس السامية كما قدمنا .

  أما غرف الهيكل فقد كان المعدنون ينامون فيها على رجاء أن ربة الهيكل وسيدة الفيروز تهديهم في الحلم إلى المحل الذي يكثر فيه الفيروز : وقد كانت عادة الساميين أنه إذا طلب أحدهم الاستشفاء من مرض أو أحب الاهتداء إلى سبيل ينقذه من شر أو يوصله إلى خير ذهب إلى الهيكل ونام فيه أو في جواره ليرى في الحلم وحيا يوصله إلى الغرض . ولا تزال هذه العادة متبعة عند نصارى الشرق إلى ليوم  

  ثم إن الأنصاب ومن حولها دوائر الحجر داخل سور الهيكل وخارجه تشبه المراقد التي كان اليهود يسمونها قديما " بيت أيل " أي مقام الإله . جاء في سفر التكوين ص 38 عدد 16 الخ عند خروج يعقوب من بئر سبع فرارا من أخيه عيسو :    ص   439

" فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقا إن الرب في هذا المكان ... وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودا وصب زيتا على رأسه ودعا اسم المكان بيت إيل "

  والظاهر أن المعدنين في سرابيت الخادم انوا أولا يقيمون أنصابا من الحجارة قرب كهف سيدة الفيروز ويحيطونها بدوائر من الحجارة ينامون فيها ثم تدرجوا إلى بناء الغرف أمام الكهف . ولعل الغرف كانت لرؤوس الحملة وكبار العمال ودوائر الحجارة حول اِلأنصاب او الزرائب لسائر العمال .

  ومما وجده العلامة بتري ودل على استعمال المصريين الطقوس السامية في الهيكل : " أربعة أحواض " للوضو أمام كهف سوبدو كان لا بد للمتعبد أن يمر بها قبل دخوله الكهف . وقد كان الوضو عادة دينية عند اليهود كما نرى في سفر الخروج ص 40 عد 30 و 31 : " ووضع المرحضة بين خيمة الاجتماع والمذبح . وجعل فيها ماء للإغتسال . ليغسل منها موسى وهرون وبنوه أيديهم وأرجلهم "

  ومما وجده بتري في الهيكل : " عدة مذابح " صغيرة من حجر لحرق البخور . وجدها في الكهف نفسه , وحرق البخور في الهياكل عادة دينية مشهورة عند اليهود .

  ثم إن الرماد الذي على التلة المار ذكرها دل على أن المتعبدين في هذا الهيكل كانوا يذبحو ويوقدون على تلك التلة وهذه العادة أي عادة حرق الذبائح على المرتفعات عادة قديمة عند الساميين اقتبسها اليهود عنهم : جاء في سفر الملوك الأول ص 3 عد3 : " وأحب سليمان الرب سائرا في فرائض داود أبيه . إلا أنه كان يذبح ويوقد في المرتفعات . وذهب الملك إلى جبعون ليذبح هناك لأنها هي المرتفعة  العظمى . وأصعد سليمان ألف محرقة على ذلك المذبح" . وجاء في سفر الملوك الثاني ص 12 عد 3 : " إلا أن المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات " . وفي السفر نفسه ص 16 عد 4 في الكلام عن آحاز ملك يهوذا " 741 ق. م. " : " وذبح وأوقد على المرتفعات وعلى التلال ... "

  وفي السفر نفسه ص 17 عدد 9 : " وعمل بنو إسرائيل سرا ضد الرب إلههم أمورا ليست بمستقيمة وبنوا لأنفسهم مرتفعات في جميع مدنهم من برج النواطير إلى    ص   440

المدينة المحصنة وأقاموا لأنفسهم أنصابا وسواري على كل تل عال وتحت كل شجرة خضراء " . قلت وأما إقامة الأنصاب تحت كل شجرة خضراء فلا نزال نرى آثارها إلى اليوم في برية سيناء كما قدمنا

  وبقيت هذه العادة بين اليهود حتى أبطلها حزقيا ملك يهوذا " 726ق. م. " : جاء في سفر الملوك الثاني ص 18 عد 4 : " هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها " :

  وفي السفر نفسه ص 23 عد 13 – 15 : " والمرتفعات التي قبالة أورشليم التي عن يمين جبل الهلاك التي بناها سليمان ملك إسرائيل لعشتورت رجاسة الصيدونيين ولكموش رجاسة الموابيين ولملكوم كراهة بني عمون نجسها الملك وكسر التماثيل وقطع السواري وملأ مكانها من عظام الناس . وكذلك المذبح الذي في بيت إيل في المرتفعة التي عملها بربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ فذانك المذبح والمرتفعة هدمهما وأحرق المرتفعة وسحقها حتى صارت غبارا وأحرق السارية "

  هذا وقد وجد العلامة بتري بين أنقاض الهيكل كثيرا من الدمى والتماثيل والآنية الزجاجية والتمائم والاسورة والحجول والخواتم والكؤوس والآنية الفخارية عليها أسماء بعض الفراعنة وقضبان العاج ونحوها مما كان يقدمه المتعبدون هدايا لسيدة الفيروز . وقد وجد في كهف سوبدو حجرين من الحجارة الرملية المخروطية الشكل التي اعتاد الساميون تقديمها لآلهتهم . فأخذ أحدهما إلى المتحف البريطاني بلندن .

  " لغة مجهولة " ومن أهم ما وجده العلامة بتري في أنقاض هذا الهيكل تماثيل غير مصرية هي أقل إتقانا من التماثيل المصرية وعليها كتابة مجهولة غير هيروغليفية وكذلك وجد هذه الكتابة على أنصاب الهيكل المار ذكرها . كأن العمال غير المصريين كانوا بعد ذهاب المصريين من  المعدن يضعون أسماءهم وبعض أخبارهم على حواشي تلك الأنصاب الخالية من الكتابة , وقد رجح بتري أن هذه الكتابة المجهولة هي لغة سامية , واستدل من ذلك أن اليهود عند خروجهم من مصر كان لهم كتابة خاصة بهم 

 ص 442

هذا ما لخصته عن كتاب مباحث في سيناء بتصرف كثير . وقد زرت هيكل سرابيت سنة 1910 بعد أن نقب فيه بتري وأعوانه فلم أجد فيه أثرا يستحق الذكر سوى الكهفين وتلة الرماد وبعض الأنصاب والأعمدة .

  " خيمة الإجتماع وهيكل سرابيت " على أن رؤية هذا الهيكل , بعد الوصف الذي أتى به العلامة بتري . ذكرتني بخيمة الاجتماع أو خيمة الشهادة التي صنعها موسى في جبل سيناء سنة 1492 ق. م. عند خروجه بالإسرائيليين من أرض مصر كما سيجئ . فإن وجه الشبه بينهما قريب جدا حتى أنه من المحتمل أن يكون موسى قد اتخذ هيكل سرابيت الخادم قاعدة لبناء خيمته .

  أما خيمة الإجتماع فكانت هيكلا نقالا من خشب السنط وعمد النحاس ونسيج الشعر وغيره من الأنسجة الثمينة طولها 30 ذراعا عبرانية " والذراع العبرانية 2/3 الذراع السلطانية " وعرضها 10 أذرع وعلوها 10 أذرع . ولها باب واحد في أحد جنبيها من العرض يفتح إلى الشرق . وكانت مقسومة قسمين غير متساويين :

  " قدس الأقداس " وهو الأصغر . " والقدس " وهو الأكبر , بينهما حجاب من نسيج . وللخيمة دار يحيط بها سور مربع مستطيل من العمد والسجف طوله 100 ذراع   ص  442

عبرانية وعرضه 50 ذراعا . وله باب يفتح إلى الشرق تجاه باب الخيمة , وكانت الخيمة داخل السور أقرب إلى جانبه الغربي منها إلى جانبه الشرقي الذي فيه الباب .

  أما القدس فما كان يحل لأحد أن يدخل إليه إلا الكهنة وفيه مذبح البخور والمائدة والمنارة . وأما قدس الأقداس فما كان يجوز أن يدخل إليه إلا عظيم الكهنة مرة في السنة . وفيه تابوت الشهادة أو تابوت العهد وهو صندوق من خشب السنط مصفح بالذهب من الداخل والخارج طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه كذلك . وقد وضع فيه لوحا العهد . وأما الدار فقد كان فيها , بين بابها وباب الخيمة : المرحضة للإغتسال قبل الدخول إلى الخيمة . ومذبح المحرقة . وكان جميع العبرانيين " الإسرائيليين " يقدمون قرابينهم ونذورهم وصلواتهم في هذه الدار .

  فوجه الشبه بين خيمة الإجتماع وهيكل سرابيت الخادم ظاهر للعيان . فإن قدس الأقداس في خيمة الإجتماع يقابله الكهف في هيكل سرابيت . والقدس يقابله الهيكل , ودار الخيمة يقابلها دار الهيكل . ثم أن في الخيمة مذبح البخور والمرحضة ومذبح المحرقة كما في هيكل سرابيت

  ومعلوم أن موسى على رواية التوراة عاش في أرض مدين 40 سنة , وسيناء هي جزء من أرض مدين , وهيكل سرابيت الخادم كان في ذلك العهد الهيكل الوحيد في    ص  443

قلب الجزيرة كدير طور سيناء في هذا العهد , فلا يعقل أن موسى , وهو ربيب بنت فرعون , يعيش في سيناء أو جوارها أربعين سنة ولا يزور هيكلها الوحيد , بل من المحتمل المعقول أن يكون قد زاره مرارا وعرفه كما هو وإنه لما جاء ليصنع معبدا لشعبه جعل هيكل سرابيت الخادم قاعدة للعمل . وهذا لا ينفي قول الكتاب أن موسى صنع الخيمة كما أمره الرب لأن الغرض الأساسي من بناء الخيمة هو منع الإسرائيليين من عبادة الأوثان وتعليمهم عبادة الإله غير المنظور . وقد تم هذا الغرض بخلو الخيمة من كل صنم أو تمثال . كما خلت الشريعة من كل ما يدعو إلى الوثنية أويقرب منها .

  واختار موسى لشعبه بعض الطقوس التي كانت مستعملة في هيكل سرابيت الخادم لأنها طقوس سامية وشعبه يألفها وليس فيه ما يضر بعبادة الخالق . وقد جعل باب خيمته إلى الشرق لا إلى الغرب كما هو هيكل سرابيت لأن الشرق كان وجهته أو لأن ذلك كان عادة البدو في تلك الأيام كما هو عادتهم في هذه الأيام . ومعلوم أن هيكل سليمان الذي بني بعد خيمة الإجتماع بنحو أربع مائة وثمانين سنة قد بني على مثال هذه الخيمة فإذا صح أن موسى على مثال هيكل سرابيت فيكون لهيكل سليمان أصل في هيكل سرابيت , والله أعلم .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق