إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 يونيو 2014

5 فتوح الشام ( للواقدي ) وصية الصديق لعمرو بن العاص


5

فتوح الشام ( للواقدي )

  وصية الصديق لعمرو بن العاص

وتقدم عمرو بن العاص وسار‏.‏

قال أبو الدرداء‏:‏ كنت مع عمرو بن العاص في جيشه فسمعت أبا بكر يقول وهو يوصيه‏:‏ اتق الله في سرك وعلانيتك واستحيه في صلواتك فإنه يراك في عملك وقد رأيت تقدمتي لك على من هو أقدم منك سابقة وأقدم حرمة فكن من عمال الآخرة وأرد بعملك وجه الله وكن والدًا لمن معك وارفق بهم في السير فإن فيهم أهل ضعف والله ناصر دينه ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وإذا سرت بجيشك فلا تسر في الطريق التي سار فيها يزيد وربيعة وشرحبيل بل اسلك طريق إيليا حتى تنتهي إلى أرض فلسطين وابعث عيونك يأتونك بأخبار أبي عبيدة فإن كان ظافرًا بعدوه فكن أنت لقتال من في فلسطين وإن كان يريد عسكرًا فأنفذ إليه جيشًا في أثر جيش وقدم سهل بن وعمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وسعيد بن خالد وإياك أن تكون وانيًا عما ندبتك إليه وإياك والوهن أن تقول‏:‏ جعلني ابن أبي قحافة في نحر العدو ولا قوة لي به وقد رأيت يا عمرو ونحن في مواطن كثيرة ونحن نلاقي ما نلاقي من جموع المشركين ونحن في قلة من عدونا ثم رأيت يوم حنين ما نصر الله عليهم‏.‏

واعلم يا عمرو أن معك المهاجرين والأنصار من أهل بحر فأكرمهم واعرف حقهم ولا تتطاول عليهم بسلطانك ولا تداخلك نجدة الشيطان فتقول‏:‏ إنما ولأني أبو بكر لأني خيرهم وإياك وخداع النفس وكن كأحدهم وشاورهم فيما تريد من أمرك والصلاة ثم الصلاة أذن بها إذا دخل وقتها ولا تصل صلاة إلا بأذان يسمعه أهل العسكر ثم ابرز وصل بمن رغب في الصلاة معك فذلك أفضل له ومن صلاها وحده أجزأته صلاته واحذر من عدوك وأمر أصحابك بالحرس ولتكن أنت بعد ذلك مطلعًا عليهم وأطل الجلوس بالليل على أصحابك وأقم بينهم واجلس معهم ولا تكشف أستار الناس واتق الله إذا لاقيت العدو وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك فالإمام ينفرد إلى الله تعالى فيما يعلمه وما يفعله في رعيته وإني قد وليتك على من قد مررت من العرب فاجعل كل قبيلة على حميتها وكن عليهم كالوالد الشفيق الرفيق وتعاهد عسكرك في سيرك وقدم قبلك طلائعك فيكونوا أمامك وخلف على الناس من ترضاه وإذا رأيت عدوك فاصبر ولا تتأخر فيكون ذلك منك فخرًا والزم أصحابك قراءة القرآن وانههم عن ذكر الجاهلية وما كان منها فإن ذلك يورث العداوة بينهم وأعرض عن زهرة المني حتى تلتقي بمن مضى من سلفك وكن من الأئمة الممدوحين في القرآن إذ يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 73‏]‏‏.‏ قال‏:‏ فكان أبو بكر رضي الله عنه يوصي عمرو بن العاص وأبو عبيدة حاضر ثم قال‏:‏ سيروا على بركة الله تعالى وقاتلوا أعداء الله وأوصيكم بتقوى الله فإن الله ناصر من ينصره‏.‏

قال‏:‏ فسلم المسلمون عليه وودعوا وساروا في تسعة آلاف مع من ذكرنا يريدون أخذ فلسطين فلما كان بعدهم بيوم واحد عقد العقود والرايات إلى أبي عبيدة بن الجراح وأمره بأن يقصد بمن معه أرض الجابية وقال‏:‏ يا أمين الأمة قد سمعت ما وصيت به عمرو بن العاص وودعه المسلمون فلما عاد أبو بكر والمسلمون دعا بخالد بن الوليد وعقد له راية وكانت له راية النبي صلى الله عليه وسلم وأمره على لخم وجذام وضم له جيش الزحف وكانوا شجعانًا ما منهم إلا من شهد الوقائع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له‏:‏ يا أبا سليمان قد وليتك على هذا الجيش فاقصد به أرض العراق وفارس وأرجو الله أن ينصركم‏.‏
ثم إنه ودعه وسار خالد بمن معه يطلب العراق‏.‏

قال‏:‏ حدثني ربيعة بن قيس‏.‏

قال‏:‏ كنت في الجيش الذي وجهه أبو بكر الصديق مع عمرو بن العاص إلى فلسطين وإيليا‏.‏

وكان صاحب رايته سعيد بن خالد‏.‏

قال‏:‏ وبعث أبو بكر مع كل جيش أميرًا وهو يدعو لهم بالنصر وأخذه القلق على المسلمين حتى عرف ذلك في وجهه‏.‏

فقال له عثمان بن عفان رضي الله عنه‏:‏ ما هذا الغم الذي نزل بك‏.‏

فقال‏:‏ اغتممت على جيوش المسلمين وأرجو الله أن ينصرهم على عدوهم‏.‏

فقال عثمان‏:‏ والله ما خرج جيش سررت به إلا هذا الجيش الذي سار إلى الشام وهذا الذي أوصى الله نبيه به وليس في قوله خلف‏.‏

وإنا سنظهر على الروم وفارس ولكن ما ندري متى يكون أفي هذا البعث أو غيره ولكن أحسن الظن بالله‏.‏

قال‏:‏ وبات الصديق فرأى في منامه كأن عمرو بن العاص في وجهه طرمة هو وأصحابه ثم قصد عمرو أرضًا خضرة سهلة وفرجة فحمل على فرسه ثم أتبعه أصحابه فإذا هم في أرض واسعة فنزلوا واستراحوا قال‏:‏ وانتبه أبو بكر من منامه فرحًا بما رأى‏.‏

فقال عثمان‏:‏ يدل على فتح إلا أنه يوشك أن يلقى عمرو في قتال المشركين مشقة عظيمة ثم يخلص منها‏.‏

قال الواقدي‏:‏ كانت الساقطة تنزل المدينة في الجاهلية والإسلام يقدمون بالبر والشعير والزيت والتين والقماش وما يكون في الشام فقدم بعض الساقطة إلى المدينة وأبو بكر ينفذ الجيوش وسمعوا كلام أبي بكر لعمرو بن العاص وهو يقول‏:‏ عليك بفلسطين وإيليا‏.‏

قال‏:‏ فساروا بالخبر إلى الملك هرقل‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق