إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

113 مقدمة فتوح الشام أبو عبدالله بن عمر الواقدي (الواقدي )


113

مقدمة

فتوح الشام

أبو عبدالله بن عمر الواقدي (الواقدي )

فإن افتخرتما فلكما الفخر البليغ ثم أمر لكل واحد هما بعشرين ألف درهم فقال علي‏:‏ لله درك يا عمر ومن مثلك تكلم ونشر ومدح أهل البيت وأثنى وذكر خيرًا وشكر ثم قال‏:‏ أيها الناس من كان لأبيه سابقة فليقم‏.‏
فقام عمد الله بن عمر رضي الله عنه وقال‏:‏ يا أبت أما أنا ابنك وأنت أبي لك الفضائل والحمد والافتخار في الأمة وذلك الوقار والرجاحة والفصاحة والنصاحة نصرت الإسلام والمرسلين واتبعت سنن سيد المرسلين وأنزل في حقك أرحم الراحمين ‏{‏يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 64‏]‏‏.‏ وأنت الذي أظهرت الإسلام جهرًا وقلت‏:‏ لا يعبد الله سرًا‏.‏
فقال عمر‏:‏ يا بني الشقي من يغتر بالدنيا الساحرة والسعيد من يعمل للآخرة وقرأ‏:‏ ‏{‏من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 46‏]‏‏.‏ ثم أمر له بألف درهم‏.‏
فقال‏:‏ يا أبت أنا هجرت وأنفقت ونصرت وزعزعت مواكب الروم وما قصرت وتأمر لي باليسير من مال الله الكثير وتعطي هؤلاء ما أعطيت‏.‏
فقال‏:‏ يا بني اسلك طريق الإنصاف ولا تتبع الإسراف وأنا أقول لك إن كانت لك جد كجدهما أعطيتك أو أم كأمهما وفيتك وإن كان لك أب كأبيهما أرضيتك يا بني كل نسب يضمحل يوم القيامة ويخفى إلا نسب البتول ولما فرغ من ذلك أمر بابنة كسرى أن يوقفوها فأوقفت بين يديه وعليها من الحلي والحلل والزينة والجواهر شيء كثير وأمر أن ينادى عليها فقال للمنادي‏:‏ أزل عنها هذا القناع ليزاد في ثمنها فتقدم إليها المنادي ليزيل عنها ذلك فامتنعت وضربته في صدره فغضب عمر وهم أن يعلوها بالدرة وهي تبكي‏.‏
فقال علي كرم الله وجهه‏:‏ مهلًا يا أمير المؤمنين فإني سمعت قول رسول الله يقول‏:‏ ‏(‏ارحموا عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر‏)‏‏.‏ فسكن غضب عمر رضي عنه ونظر إليها فرآها تحدق بالنظر إلى الحسين بن علي رضي الله عنه‏.‏
فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله‏)‏‏.‏ وإني أرى هذه الجارية تحدق بنظرها إلى الحسين بن علي وما خفي علي أنها أرادته من دون الناس أجمعين لأنه ليس فينا أصبح وجهًا منه ثم قال‏:‏ يا أبا عبد الله خذها هدية مني إليك فشكره علي ومن حضر من المسلمين‏.‏
قال الواقدي‏:‏ قال يونس بن عبد الأعلى حين قرأت عليه في المسجد الأقصى في شهر ريبع الأول سنة مائتين وتسعين من الهجرة حدثنا عدنان بن ماجد الغنوي قال‏:‏ لما انهزمت الفرس من المدائن واستولى عليها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان من أمره ما ذكرنا استقر قراره بالقصر الأبيض جلس حيث كانت الأكاسرة تجلس فلبس عند ذلك ثياب النسك والخشوع وتسربل بسربال الخضوع وعلم أن الدنيا أضغاث أحلام وأن الآخرة هي دار المقام وكلما نظر إلى آثار الأكاسرة وملكهم ازداد يقيناص ودينًا على دينه‏.‏
قال وأنشد عاصم بن عمر في ذلك بعد فتح المدائن يقول‏:‏ شهدنا بعون الله أفضل مشهد بأكرم من يقوى على كل موكب ركبنا على الجرد الجياد سوابحًا بكل قناة بل بكل مقضب وكنا بعون الله لا نرعوي إذا تبادر طعن كالغمام المشطب وكان جهاد قد ملكنا بأمره من الملك مستعلي البناء المذهب ترانا وإنا في الحروب أسودها لنا العزم لا يخفى لكل مجرب نجول ونحمي والرماح شوارع ونطعن يوم الحرب كل مخبب قدمنا على كسرى بشدة حربنا وما حربنا في النائبات بمختبي

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق