إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 يونيو 2014

49 فتوح الشام ( للواقدي )


49

فتوح الشام ( للواقدي )


قال‏:‏ ولقي شرحبيل من الروم ما لا يلقاه أحد وإنه ضرب توما ضربة هائلة فتلقاها الملعون بدرقته فانكسر سيف شرحبيل فطمع عدو الله فيه وحمل عليه وظن أنه يأخذه أسيرًا وإذا بفارسين قد أشرفا من ورائهما مع كبكبة من الفرسان فهجموا على الروم ونظروا وإذا بزوجة أبان قد خلصت وهجمت على الروم وهتفت فلحقها فارسان فبرز لهما عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه فقتلا الرجلين ورجع عدو الله توما هاربًا إلى المدينة‏.‏

قال‏:‏ حدثني تميم بن عدي وكان ممن شهد الفتوحات‏.‏

قال‏:‏ كنت في خيمة أبي عبيدة وذلك أن أبا عبيدة كان يصلي فيها إذ سمع الصياح‏.‏

فقال‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم لبس سلاحه ورتب قومه ودنا من القوم فنظر إليهم وهم في المعمعة والحرب وعدل عنهم ميسرة وميمنة إلى أن جاوزهم وعطف نحو الباب وكبر وكبر المسلمون فلما سمع المشركون تكبيرهم ظنوا أن المسلمين قد دهموهم من ورائهم في جمع كثير فولوا راجعين فتلقاهم أبو عبيدة وقومه وأخذوا عليهم المجاز وبذل أبو عبيدة السيف فيهم‏.‏

قال الواقدي‏:‏ ولقد بلغني أنه ما سلم من الروم تلك الليلة أحد من الذين هم غرماء أبي عبيدة ولقد قتلوا عن آخرهم فبينما هم في القتال إذ أشرف عليهم ضرار بن الأزور وهم ملطخ بالدماء‏.‏

فقال له خالد‏:‏ ما وراءك يا ضرار‏.‏

فقال‏:‏ أبشر أيها الأمير ما جنتك حتى قتلت في ليلتي هذه مائة وخمسين رجلًا وقتل قومي ما لا يعد ولا يحصى وقد كفيتكم مؤنة من خرج من الباب الصغير إلى يزيد بن أبي سفيان ثم عطفت إلى سائر الأبواب فقتلت خلقًا كثيرًا قال فسر بذلك خالد بن الوليد ثم ساروا جميعًا حتى أتوا شرحبيل بن حسنة وشكروا فعله وكانت ليلة مقمرة ولم يلق مثلها الناس فقتلوا في تلك الليلة ألوفًا من الروم قال فاجتمع كبار أهل دمشق إلى توما وقالوا له‏:‏ أيها السيد إنا قد نصحناك فلم تسمع لقولنا وقد قتل منا أكثر الناس وهذا أمير لا يطاق يعني خالد بن الوليد فصالح فهو أصلح لك ولنا وإن لم تصالح صالحنا وأنت وشأنك‏.‏

فقال‏:‏ يا قوم أمهلوني حتى أكتب إلى الملك واعلمه بما نزل بنا فكتب من وقته وساعته كتابًا يقول فيه‏:‏ إلى الملك الرحيم من صهرك توما أما بعد فإن العرب محدثون بنا كإحداث البياض بسواد العين وقد قتلوا أهل أجنادين ورجعوا إلينا وقد قتلوا منا مقتلة عظيمة وقد خرجت إليهم وأصيبت عيني وقد عزمت على الصلح ودفع الجزية للعرب فإما أن تسير بنفسك وإما أن ترسل لنا عسكرًا تنجدنا بهم وإما أن تأمرنا بالصلح مع القوم فقد تزايد الأمر علينا ثم طوى الكتاب وختمه وبعث به قبل الصباح‏.‏
‏.‏
‏.‏
فلما أصبح الصباح باكرهم المسلمون بالقتال‏.‏
‏.‏
‏.‏
يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق