إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 يونيو 2014

44 فتوح الشام ( للواقدي )


44

فتوح الشام ( للواقدي )


ثم قدم عبد الرحمن بن حميد من المدينة بكتاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعدل إلى ناحية خالد بن الوليد على الباب الشرقي وقد تقدم للقتال طائفة من أصحابه مع رافع بن عميرة‏.‏

فلما رفع إليه الكتاب فرح بعد أن قرأه على المسلمين واستبشر بقدوم عمرو بن معد يكرب الزبيدي وأبي سفيان بن حرب‏.‏

قال وشاع الخبر عند جميع الناس وبعث خالد كتاب أبي بكر إلى كل باب فقرئ على الناس وبات الناس متأهبين للحرب يتحارسون إلى الصباح وضرار يطوف حولهم ولا يقف في مكان واحد مخافة أن يكبس بهم العدو‏.‏

قال الواقدي‏:‏ ولقد بلغني أن أهل دمشق اجتمعوا إلى كبارهم من البلد وتشاوروا فيما بينهم‏.‏

فقال بعضهم‏:‏ ما لنا إلا الصلح ونعطي العرب جميع ما طلبوه منا وقال آخرون‏:‏ ما نحن بأكثر من جموع أجنادين‏.‏

فقال لهم بطريق من الروم‏:‏ اطلبوا لنا صهر الملك توما نتشاور في هذا الأمر لنسمع ما يقول في نطلب منه أن يكشف عنا ما نحن فيه فإما أن يصالحهم وإما أن يحامي عنا‏.‏

قال فمضى القوم إلى توما وعليه رجال موكلون بالسلاح فأقالوا لهم‏:‏ ما الذي تريدون فقالوا‏:‏ نريد صهر الملك توما نشاوره في هذا الأمر‏.‏

قال فأفنوا لهم فدخلوا عليه وقتلوا الأرض بين يديه‏.‏

فقال لهم‏:‏ ما التي تريدون فقالوا‏:‏ أيها السيد انظر ما نزل ببلادنا وقد جاءنا ما لا طاقة لنا به‏.‏

في ما أن نصالح العرب على ما طلبوا‏.‏

وإما أن نرسل إلى الملك فينجدنا أو يمانع عنا فقد أشرفنا على الهلاك فلما سمع ذلك منهم تبسم ضاحكًا وقال‏:‏ يا ويلكم أطمعتم العرب فيكم وحق رأس الملك ما أرى القوم أهلًا للقتال ولا هم خاطرون لي على بال فلو فتح لهم الباب ما جسروا أن يدخلوا‏.‏

فقالوا‏:‏ أيها السيد إن أكبرهم وأصغرهم يقاتل العشرة والمائة وصاحبهم داهية لا تطاق‏.‏

فإن كافي ولا بد فاخرج بنا لقتالهم فقال لهم توما‏:‏ إنكم أكثر منهم ومدينتنا حصينة ولكم مثل هذا العدد والسلاح وأما القوم فهم حفاة عراة فقالوا له‏:‏ أيها السيد إن معهم من عددنا وأسلحتنا كثيرًا مما أخذوه من واقعة فلسطين ومما أخذوه من بصرى ومن يوم لقائهم بكلوس وعزازير ومما أخذوه عن أجنادين وأيضًا إن نبيهم قال لهم‏:‏ إن من قتل منا صار إلى الجنة فلأجل ذلك يبقون عراة الأجساد ليصلوا إلى ما قال لهم نبيهم‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق