إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 2 مارس 2014

ســيــرة الـمـشـاهـير 4 سيرفانتيس



ســيــرة الـمـشـاهـير 4


سيرفانتيس


عاش سيرفانتيس CERVANTES حياة متقلبة، تحكمت فيها نزوات القدر، فكان بطلا، وجنديا أسيرا، ومستخدما فقيرا منكودا. رغم هذا، فقد أحرز، وهو على مشارف الشيخوخة، مجدا عظيما، ما انفك يترسخ عبر القرون : ذلك أن شخصيتي الفارس ذي السحنة الكئيبة وحامل سلاحه سانشو، وهما بطلا *دون كيخوتي* الخالدان، يبقيان من الأبطال الأكثر شعبية، في سياق الأدب العالمي .

من مدينة إلى أخرى

ولد ميغال دي هيناريس (فلعة هيناريس ) على الأرجع، سنة 1547، أيام حكم شارل كنت. كان والده جراحا متنقلا، متواضع الحال ، وكانت عائلته تتبعه من مدينة إلى أخرى.

وهكذا، فإننا لانملك إلا القليل من المعلومات عن طفولة الكاتب،التي لم يعرف خلالها الاستقرار.و يبدو مع هذا أنه كان في اشبيلية سنة 1564، حيث درس على يد اليسوعيين. ثم تبع الفتى ميغال والده إلى مدريد، و هنالك كتب مسرحيات إن لم تشهد على موهبته ، فهي على الاقل تنم عن ميله إلى الأدب و المسرح. و قد غادر إسبانيا سنة 1569 لأسباب غامضة . أصبح في البداية وكيل إيرادات الكردينال أكوافيفا، المقيم في روما.و قد أذكت الحياة في المدينة الخالدة حماسته، فانصرف بشعف إلى قراءة كتب الأدباء الايطاليينالكبار، و خاصة اريوست. ثم قرر أن يجرب حظه في الجيش.فشارك سنة 1571 في معركة ليبلنت، وكسرت قذيفة ذراعه الايسر .و هذا أمر يهون بالقياس إلى مايخبئه له المستقبل. بعد فترة نقاهة في ميسين ، استقل برفقة أخيه مركبا متوجها إلى إسبانيا. لكن قراصنة هاجموا الكرب.و اخذ الإخوان باعتبارهما عبدين قابلين للإقتداء ، إلى سجن بمدينة الجزائر هنالك كان على سيرفانتيس أن يقضي خمس سنوات في الاسر ، و قد حاول الفرار عدة مرات ، و أظهر شجاعة و قوة شكيمة نادرتين، كلما تم القبض عليه من جديد. و أخيرا تمكنت عائلته من جمع قيمة الفدية. و حينعاد سيرفانتيس إلى بلده، و هو في الثالثة و الثلاثين كان أكتع بئيسا يتسول و يكتب أشياء مبهمة ، و لا يملك من المال شيئا.

تعاسة مخيمة

جرب سيرفانتيس حظه بمدريد، حيث مثلت عشرون من أعماله الكوميدية . و تزوج في اسكيفياس يوم 12 دجنبر 1584. و خلال تلك السنة نفسها ، و لدت ابنته غير الشرعية ، إيزابيل دي سافيدرا . و قد اضطر ، بسبب من أعبائهالمستجدة ، إلى البحث عن عمل قار ، خاصة و أن ما نشره من أعمال لم يلق نجاحا كبيرا. و حتى غلاتيه، روايته الرعوية ، التي راعى في كتابتها الذوق السائد إذاك، لم تلاق أي نجاح لدى الجمهور.

سعى سيرفانتيس جاهدا إلى العثور على عمل فأصبح سنة 1587، منتدبلا لتموين الجيش. لكن وظيفته الجديدة لم تجلب عليه إلا المتاعب، و لأتفه الأسباب، دخل السجن مرتين . ثم أصبح جابي ضرائب في مملكة غرناطة ، يطوف بأرض الأندلس بأكملها. و هنالك أيضا طارده سوء الحظ: فقد أودع مالا لدى صاحب بنك أفلس أو اختفى (يبقى أمره مجهولا)و قضى بسبب ذلك فترة أخرى في السجن.و لم يترك له ضيق ذات اليد، و الهواجس اللعينة فسحة للكتابة.

نجاح متأخر

سنة 1598 استقر سيرفانتيس مع عائلته في بلد الوليد مقر الإقامة الجديدة الذي اختاره الملك فيليب الثالث، بعد توليه العرش . هنالك نشر الكاتب الجزء الأول من *دون كيخوتي*. على الفور، لاقى الكتاب إقبالا كبيرا ، و طبع ست مرات في سنة واحدة و لكن للأسف نكدت عائلة سيرفانتيس من جديد إذ اتهمت بكونها ضالعة في جريمة قتل ، و زج بها في السجن ، إلى أن ظهرت برائتها . و رغم أن سيرفانتيس عانى من حسد زملائه من الكتاب فهو لم يكف عن كتابة أعمال متنوعة ، ففي 1613، أنهى *القصص النموذجية*، و هي إبداعات على جانب من الكمال، تجمع العجائبية و التصوير الواقعي للمجتمع. و في دجنبر 1615، صدر أخيرا الجزء الثاني من *دون كيخوتي*. و كان صيتهقد بدأ في لاذيوع، لما توفي بمدريد، في 23 أبريل 1616.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق