ســيــرة الـمـشـاهـير 5
توماس مان
طفولة هانئة
ولد توماس مان سنة 1875، لعائلة عريقة، محبوبة من قبل أهل لوبيك. وقد عاش توماس مان، حسب مايتذكره، طفولة سعيدة حقا. كان أبوه ممثل هذه المدينة - التي تزدهر فيها التجارة - في مجلس الشيوخ. كان يسير مقاولة عائلية هامة. وكان توماس الصغير شغوما بأمه، وهي امرأة جميلة ذات مزاج *لاتيني*، بثت فيه ميولها الثقافية. وكان الطفل الصغير ينصت إليها، طوال ساعات، وهي تعزف على البيانو أو تغني. وكان يروق لطفليها أن يجلسا إلى جانبها، ويسمعاها تروي قصصا أو ذكريات.
ومات الأب سنة 1892، بشكل مباغت، فعرفت الحياة العائلية تغيراهاما. كان الأب قد أدرك أن ابنيه، هاينريش وتوماس، يهويان الأدب، فأمر، في وصيته، ببيع المقاولة العائلية، لتمكينهما من متابعة دراستهما. و في السنة الموالية غادرت يوليا مان و طفلاها المدينة ليستقرا في ميونخ.
أعمال أولى ناجحة
بدأ توماس مان ينشرمقالات و قصصا قصيرة .و اصبح سنة 1899 رئيس تحرير الصحيفة الهزلية *Simplicissimus* و كتب خلال سنتي 1898 و 1899 *السيد فريدمان الصغير* و قصصا قصيرة أخر. و منذ 1897 شرع في كتابة عائلة بودنبروكس*.و هي قصة انحطاط عائلة .جيلا بعد جيل. و لا يتعلق الامر بسرد أخبار عائلة ما فحسب بل إن العديد من التيمات التي ستكتسي أهمية كبيرة في مؤلفات توماس مان القادمة ، واردة في هذا العمل:الانحطاط المتزايد للبرجوازية ، انفعالية بعض الأشخاص رهافة إحساس الفنان، و محاولة الجمع بين الفن و الحياة، المحكوم عليها بالإخفاق.
و لا يعود نضج عمله هذا إلى المصادفة. ذلك أنه كان قد بذل جهودا كبيرا، فقرأ الكثير و تعلم العديد من الأمور عن طريق الآخرين. و كان لنيتشه و شوبنهار و بورجيه أثر على تفكيره آنذاك، و لكن مثله الأعلى كان، خلال تلكالفترة هو تولستوي. و كانت صورة هذا الأخير موضوعة على طاولة توماس مان.
و توفي سنة 1955 بزيوريخ و هو في الثمانين من عمره و قد كان بلا شك كاتبا كبيرا.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق