236
المجد المنيف للقدس الشريف
الشيخ عبد الله نجيب سالم
دليل المسجد الأقصى بكافة معالمه
(1) المصلى الجامع وقبة الصخرة
ـ نظرة فنية فاحصة:
والمسجد الأقصى الحالي في نظر المختصين عمل معماري يجمع بين البساطة والجلال في صورة تندر في غيره من المساجد فعلى الرغم من أن بناء جدرانه ليس من السماكة بمكان، وخاصة تلك الجدران الحاملة للقبة الكبرى، إلا أن جزءاً كبيرا من فخامة المسجد يرجع إلى سعة بيت الصلاة، بينما يرجع الجزء الآخر من الجمال ـ كما يقول الأستاذ عبد الغني محمد عبد الله ـ إلى طبيعة الزخرفة المنتشرة في المسجد بكثرة وشمول.
فالفسيفساء الفن البيزنطي الشهير تملأ الحوائط والقبة من الداخل، بينما يستر القاشاني المزخرف جدران المسجد إلى ارتفاع المحراب، في الوقت الذي تحتل فيه التفريعات النباتية الخارجة من المزهريات والتي تنثني وتتلوى أو تأخذ شكلاً حلزونياً جانباً هاماً من الزخرفة. هذا إلى جانب الزخرفة بأوراق الأكنتس ويتمم جمال الزخرفة أشرطة الكتابات المنتشرة في المسجد الأقصى بالخط النسخي أو الكوفي.
وشملت الزخرفة في المسجد الأقصى ببيت المقدس أعمدة المسجد والأربطة الخشبية بين العقود والقبة من الداخل، وانضمت إليها أيضا الشبابيك الملونة... كل ذلك يعطي المسجد رونقاً وبهاء فريدين.
وقد تعرض المسجد بعد بناء الملك الظاهر لعدة مؤثرات من أهمها: الحملات الصليبية التي غيرت بعض معالمه، فاتخذ الصليبيون جزءاً من كنيسة، وجزءاً آخر مسكناً للفرقة الداوية المسماة فرسان الهيكل، ومستودعاً للأسلحة والذخائر، بل عمدوا إلى المصلى الملحق بالمسجد الأقصى والمسمى بالمصلى المرواني فجعلوه اسطبلاً لخيولهم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق