إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 30 مارس 2014

171 المجد المنيف للقدس الشريف الشيخ عبد الله نجيب سالم تحرير بيت المقـدس من الصـليبيين ـــ المعركـة والانتصـار ـــ ـ نماذج من السماحة والعفو:


171

المجد المنيف للقدس الشريف

الشيخ عبد الله نجيب سالم

تحرير بيت المقـدس من الصـليبيين

ـــ المعركـة والانتصـار ـــ

ـ نماذج من السماحة والعفو:


وكان بالقدس بعض نساء الملوك من الروم وقد ترهبت وأقامت به، ومعها من الحشم والعبيد والجواري خلق كثير، ولها من الأموال والجواهر النفيسة شيء عظيم، فطلبت الأمان لنفسها ومن معها فأمنها وسيرها.

وكذلك أطلق ملكة القدس التي كان زوجها الذي أسره صلاح الدين قد ملك الفرنج بسببها ونيابة عنها كان يقوم بالملك، وأطلق مالها وحشمها، واستأذنته في المصير إلى زوجها وكان حينئذ محبوساً بقلعة نابلس فأذن لها فأتته وأقامت عنده.

وأتته أيضاً امرأة للبرنس أرناط صاحب الكرك وهو الذي قتله صلاح الدين بيده يوم المصاف بحطين، فشفعت في ولد لها مأسور فقال لها صلاح الدين: إن سلّمتِ الكرك (حصن عظيم على طريق القوافل الذاهبة من سوريا إلى الحجاز ومصر) أطلقته، فسارت إلى الكرك فلم يسمع منها الفرنج ولم يسلموه، فلم يطلق ولدها ولكنه أطلق مالها ومن تبعها.

وخرج البطرك الكبير الذي للفرنج (ستانلي) ومعه من أموال البِيَع، منها الصخرة والأقصى وقمامة (كنسية القيامة) وغيرها ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وكان له من المال مثل ذلك، فلم يعرض له صلاح الدين، فقيل له: ليأخذ معه ما يقوّي به المسلمين، فقال: لا أغدر به. ولم يأخذ منه غير عشرة دنانير وسيّر الجميع ومعهم من يحميهم إلى صور.

هكذا فتح صلاح الدين وحرر وطهر مدينة القدس والطهر والتحرير، وأخرج منها القوة الغاشمة المعتدية وأزاح عن كاهلها كابوس الاحتلال الصليبي، وأراحها من شر مستطير وشرر متطاير ألمّ بها فطال ليله وثقل عبئه وحمله.

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق