1333
قصة الحضارة ( ول ديورانت )
قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> معارضة الإصلاح البرو -> الكنيسة والإصلاح -> اليسوعيون
5- اليسوعيون
فلما بلغوا روما م يلتمسوا المثول بين يدي البابا من فورهم، لأن بولس الثالث كان غارقاً في الدبلوماسية الحرجة. لذلك تطوعوا بالخدمة في المستشفى الأسباني، عنوا بالمرضى، وعلموا الصغار. وفي مطلع عام 1538 استقبلهم بولس، وأثرت فيه رغبتهم في الذهاب إلى فلسطين والعيش فيها رهباناً مثاليين. وأسهو هو وبعض الكرادلة بمبلغ 210 كراونا (5-250 دولاراً؟) في نفقات رحلة الفرقة. ولما اضطر النساك إلى التخلي عن الفكرة لاستحالة تنفيذها ردوا المال إلى واهبيه(36). واستدعي من ظل من الأعضاء في الشمال إلى روما، فبلغ عدد الجماعة الآن أحد عشر عضواً، وعين البابا بولس فافر ولاينيز أستاذين في السابينزا (جامعة روما)، في حين انقطع إجناتيوس والباقون لأعمال البر والتعليم. ونظم لويولا بعثة خاصة لهدايا المومسات، وأسس بتبرعات مؤيديه "بيت مرثا" لاستقبال هؤلاء النسوة، وقد أثار عداء الكثيرين له في روما بمواعظه الحماسية التي هاجم فيها الخطايا الجنسية.
وأصبح من المرغوب فيه تحديد مبادئ الفرقة وقانونها نظراً إلى انضمام أعضاء جدد إليها. وأضيف نذر الطاعة إلى نذري العفة والفقر، واشترط طاعة "القائد" الذي يختارونه طاعة ليس فوقها إلا الطاعة للبابا فقط. ثم نذر رابع "بخدمة بابا روما باعتباره خليفة الله على الأرض، و"بالتنفيذ
الفوري الذي لا تردد فيه ولا اعتذار لكل ما يأمرهم به البابا الحاكم أو خلفاؤه لفائدة النفوس أو لنشر الإيمان" في أي مكان في العالم. وفي عام 1539 طلب لويولا إلى الكردينال كونتاريني أن يرفع إلى البابا بولس الثالث مواد التنظيم هذه، وأن يلتمس تثبيته للفرقة باعتبارها طريقة دينية جديدة. وكان البابا ميالاً إلى الموافقة، وخالفه بعض الكرادلة لأنهم رأوا في الجماعة نفراً من الغلاة الذين تستعصي سياستهم، ولكن بولس تغلب على اعتراضاتهم، وبمقتضى المرسوم البابوي المسمى "لأجل تنظيم الكنيسة المجاهدة" أنشأ رسمياً ما سماه المرسوم "جماعة يسوع" (27 سبتمبر 1540). وسمى أعضاؤها اسماً مناسباً هو "الاكليريكيون النظاميون في جماعة يسوع". ولم يظهر اسم "الجزويت" إلا عام 1544، وكان آنئذ لفظ هجو قبل كل شيء، استعمله كالفن وغيره من النقاد(37)، ولم يستعمله قط إجناتيوس نفسه. وبعد موته استل نجاح الطريقة الدينية الجديدة من اللفظ حمته القديمة، فأصبح في القرن السادس عشر شارة شرف.
وفي 17 أبريل 1541 انتخب إجناتيوس قائداً. وظل عدة أيام بعد انتخابه يغسل الأطباق ويؤدي أحقر الأعمال(38). وقد جعل مقامه في روما فيما بقي من عمره (وكان الآن في الخمسين)، وأصبحت المدينة المقر الدائم للجماعة. وبعد طول التفكير والتجربة، وضع "دساتير" الجماعة بين عامي 1547 و1552، وهي بتغييرات طفيفة قانون الجزويت اليوم. وقد نص على أن توضع سلطة الطريقة النهائية في أيدي الأعضاء "المنذورين" نذراً كاملاً. ويختار هؤلاء مندوبين من كل إقليم، وهؤلاء المندوبون-هم الرؤساء والإقليميون، والقائد، ومعاونوه-يؤلفون "المجمع العام". وينتخب هذا المجمع قائداً جديداً إذا لزم الأمر، ثم يفوض إليه سلطته ما لم يقترف ذنباً خطيراً. وقد أعطى "ناصحاً"، وأربعة مساعدين. يراقبون كل أعماله، ويحذرونه من أي خطأ جسيم، ويدعون المجمع العام لخلعه إذا اقتضى الأمر.
ويتعين على طالبي عضوية الجماعة أن يقضوا فترة اختبار من عامين، يدربون خلالهما على هدف الجماعة ونظامها، ويمارسون الرياضة الروحية، ويخضعون للرؤساء في "طاعة مقدسة" مطلقة. وعليهم أن يتخلوا عن إرادتهم الفردية، ويرتضوا أن يؤمروا كما يؤمر الجند، وينقلوا "كأنهم الجثث"(39)، وعليهم أن يتعلموا الإحساس بأنهم بطاعتهم رؤساءهم إنما يطيعون الله. ويجب أن يوافقوا على إبلاغ رؤسائهم أخطاء زملائهم، وعلى ألا يستشعروا أي غضاضة في أن تبلغ أخطاؤهم لرؤسائهم(40). لقد كان هذا النظام صارماً ولكن فيه تمييزاً ومرونة، وقل أن حطم الإرادة أو قضى على المبادرة. والظاهر أن الاستعداد للطاعة هو أول خطوة في تعلم الأمر، لأن هذا التدريب أخرج العدد الكبير من الرجال الأكفاء المغامرين.
والذين يطيقون فترة الاختبار القاسية هذه يأخذون على أنفسهم عهوداً "بسيطة"-أي قابلة للسحب-بالفقر والعفة والطاعة، ويدخلون "الطبقة الثانية". وبعض هؤلاء يمكثون على هذا الوضع اخوة علمانيين، وبعضهم "مدرسين مؤهلين" يبتغون القسوسية، ويدرسون الرياضيات والآداب القديمة والفلسفة واللاهوت، ويعلمون في المدارس والكليات. أما الذين يجوزون مزيداً من الاختبارات فيدخلون الطبقة الثالثة، طبقة "المساعدين المؤهلين"، وبعض هؤلاء قد يرقون إلى الطبقة الرابعة-طبقة "المنذورين"-وكلهم قساوسة يتعهدون خصيصاً بالاضطلاع بأي عمل أو بعثة يكلها إليهم البابا. وكان هؤلاء "المنذورون" عادة قلة صغيرة-لا تتجاوز أحياناً العُشر-بين أعضاء الجماعة كلها(41). وعلى الطبقات الأربع أن تعيش عيشة مشتركة كالرهبان، ولكن نظراً إلى واجباتهم الإدارية والتربوية الكثيرة فقد أعفوا من الالتزام الديري بتلاوة صلوات العبادة اليومية السبع ولم يطلب إليهم أي ممارسات نسكية، وإن جاز
إسداء النصح لهم إذا اقتضى الأمر. ونص على الاعتدال في الطعام والشراب؛ دون صوم متشدد، ويجب أن يحفظ الجسم والعقل جميعاً صالحين لأداء جميع الأعمال. وللعضو أن يحتفظ يحقه في أي أملاك يمتلكها حين دخوله الطريقة، ولكن كل دخل يأتيه منها يجب أن يعطي للجماعة، التي تأمل أن تكون الوريثة النهائية. وكل المقتنيات والأنشطة الجزويتية يجب أن تكرس لمجد أعظم، مجد الله.
لقد ندر أن حملت مؤسسة ما بصمات شخصية واحدة على هذا النحو القاطع. وامتد أجل لويولا سنين أتاحت له تنقيح دساتيره ليصوغ منها نظام رهبنة يعمل بنجاح. وراح من حجرته العارية الصغيرة يقود بسلطان صارم وحذق عظيم حركات جيشه الصغير في كل أرجاء أوربا وفي كثير من أنحاء العالم الأخرى. وكانت مهمة حكم الجماعة، وإنشاء وإدارة كليتين وعدة مؤسسات خيرية في روما، أثقل من أن يحتملها طبعه كلما تقدم به العمر، فأصبح غاية في الجفاء مع أقرب مرءوسيه، وإن ظل عطوفاً على الضعفاء(42). على أنه كان أقسى ما يكون على نفسه. وكثيراً ما كانت وجباته حفنة من البندق وكسرة من الخبز وكأساً من الماء. وكثيراً ما كانت ساعات نومه لا تزيد على أربعة في اليوم، بل اختزل إلى نصف ساعة في اليوم في تلك الفترة التي يخصصها للرؤى والاستنارة السماوية(43). ولما مات (1556) شعر الكثير من أهل روما أن ريحاً حادة توقفت عن الهبوب، ولعل بعض أتباعه امتزجت مشاعر الحزن عندهم بإحساس الراحة. ولم يستطع الناس أن يدركوا بهذه السرعة أن هذا الأسباني الذي لا يقهر سيثبت أنه من أعظم الرجال تأثيراً في التاريخ الحديث.
كانت الجماعة تضم عند موته قرابة ألف عضو، منهم نحو خمسة وثلاثين عضواً "منذوراً"(44). وبعد خلافات أظهرت قدراً كبيراً من إرادة القوة لدى هؤلاء اليسوعيين الذين خالهم الناس محطمي الإرادة، اختير
دييجو لانيز قائداً (1558)، وقد اعترض بعض النبلاء الأسبان ممن كان لهم شيء من النفوذ في الطريقة على اختياره لأن أسلافه منذ أربعة أجيال كانوا يهوداً. وخاف البابا بولس الرابع أن ينتهي الأمر بمنصب قائد الجزويت إلى منافسة البابوية، لأنه يتولاه مدى الحياة. فأمر بمراجعة دساتير الجماعة لقصر رياسة القائد على ثلاث سنوات، ولكن بيوس الرابع ألغى الأمر، وأصبح القائد "البابا الأسود" (كما لقبته الأجيال التالية نسبة إلى رداء الكاهن الأسود). وما لبثت الطريقة أن ازدادت حجماً وقوة بعد أن انضم إليها فرانسيس بورجيا، دوق جانديا، ووهبها ثروته. ويوم أصبح هذا الرجل قائدها الثالث (1565) كانت تضم 3.500 عضو يعيشون في 130 بيتاً في ثمانية عشر إقليماً أو دولة.
ولم تكن أوربا سوى قطاع صغير في نشاطها. فقد أوفدت مبعوثيها إلى الهند والصين واليابان والدنيا الجديدة. وكانوا في أمريكا الشمالية رواداً مغامرين لا تثنيهم المثبطات، يحتملون كل الكروب والخطوب على أنها عطية من الله. أما في أمريكا الجنوبية فقد جاهدوا كما لم تجاهد أي جماعة أخرى لتطوير التعليم والزراعة العلمية. وفي عام 1541 غادر القديس فرنسيس زافير لشبونة على سفينة برتغالية، وبعد عام من الرحلة والمعاناة بلغ جوا. وهناك أخذ يمشي في الشوارع رائحاً غادياً وهو يقرع ناقوساً يدعو الناس للاستماع إليه. فلما التفوا حوله بسط لهم العقيدة المسيحية بكل إخلاص وبلاغة، ثم أوضح الخلق المسيحي عملياً بمشاركته في عيشه أفقر المستمعين إليه مشاركة مغتبطة، حتى استطاع أن يحول إلى المسيحية آلاف الهندوس والمسلمين، بل إنه أقنع بالإيمان بعض المسيحيين البرتغاليين المغتربين الذين قست الشدائد قلوبهم. ولعل إبراءه المرضى راجع إلى الثقة التي بثها فيهم أو إلى معرفته العارضة بالطب، وقد نسبت إليه المعجزات فيما بعد. ولكنه لم يدع لنفسه واحدة منها. أما المرسوم
البابوي الذي سلكه في زمرة القديسين (1622)، فقد نسب إليه "موهبة الألسن"-أي القدرة على التحدث بأي لغة عند الحاجة، ولكن الحقيقة أن هذا القديس البطل كان لغوياً ضعيفاً ينفق الساعات الطويلة في حفظ المواعظ بالتأملية أو الملاوية أو اليابانية، وكان إيمانه أحياناً أشد من أن تسايره إنسانيته، فقد حث يوحنا الثالث ملك البرتغال على إنشاء محكمة للتفتيش في جوا(46)، وأوصى بألا يرسم للقسوسية أي هندوسي ما لم ينحدر من أجيال عدة من الأسلاف المسيحيين، ولم يكن يطيق فكرة اعتراف برتغالي لقسيس وطني(47). وأخيراً غادروا جوا لأنها بلد تتعدد فيه اللغات تعدداً لا يعينه على تحقيق أهدافه. قال "أريد أن أكون حيث لا يوجد مسلمون ولا يهود. أعطوني وثنيين خلصاً"(48)-فلقد أحس أن الوثنيين أطوع إيماناً لأنهم أقل رسوخاً في دين آخر. وفي عام 1549 قصد اليابان، ودرس اليابانية في طريقه إليها. ولما رسا في كاجوشيما، راح هو وزملاؤه يبشرون في الشوارع والناس يستمعون إليهم في أدب. وبعد عامين عاد إلى جوا، وقوم خللاً ظهر بين المسيحيين هناك، ثم أبحر ليبشر الصين (1552). وبعد عناء شديد نزل جزيرة تشانج-تشوين، أسفل مصب نهر كانتون. وكان إمبراطور الصين قد قرر اعتبار دخول أوربي للصين جريمة كبرى، ومع ذلك ما كان هذا ليثني عزم زافير لو أنه وجد وسيلة للانتقال. وخلال انتظاره مرض، ثم فارق الحياة في 2 ديسمبر 1552 وهو يبكي قائلاً "فيك يا رب رجائي، فلا تجعلني ملعوناً إلى الأبد(49)". وكان إذ ذاك في السادسة والأربعين.
وقد تفانى اليسوعيون في عملهم في أوربا تفانيهم في البعثات الأجنبية. فلزموا أماكنهم وعنوا بالمرضى في فترات تفشي الطاعون(48). وبشروا كل الطبقات، وكيفوا لغتهم وفق كل موقف. وجعلهم تعليمهم الممتاز وطباعهم المهذبة آباء الاعتراف المفضلين عند النساء والنبلاء، ثم عند
الملوك. وشاركوا في شئون الدنيا بنشاط ولكن بحكمة ولباقة، وقد نصحهم إجناتيوس بأن قسطاً أكبر من الحكمة وأقل من التقوى خير من قدر أكبر من التقوى وأقل من الحكمة(51). وكانوا عادة رجالاً على خلق عظيم، أما الأخطاء التي رموا بها في فترة لاحقة فلم تكد تظهر في العصر الذي نحن بصدده(52). ومع أنهم وافقوا جماعة على محكمة التفتيش(53)، فإنهم وقفوا على مبعدة منها، مؤثرين أداء رسالتهم عن طريق التعليم. وقد اضطرتهم قلة عددهم إلى ترك تعليم الأطفال لغيرهم، أما هم فركزوا جهودهم على التعليم الثانوي، وإذ وجدوا أن الجامعات قد سبقتهم في الهيمنة عليها طرق دينية أخرى أو السلطة الزمنية أو رجال الدين البروتستنت، فقد نظموا كلهم كليات خاصة، وحاولوا تدريب شبان مثقفين ليكونوا مراكز للتأثير في الجيل التالي. وهكذا أصبحوا أعظم المربين في زمانهم.
لقد أنشئوا في نقط هامة في أوربا معاهد دنيا-تقابل الجمنازيوم الألماني والليسيه الفرنسية-وكليات عليا. واستطاعوا أحياناً أن يتسلموا جامعات موجودة فعلاً كما حدث في كواميرا ولوفان. وروعوا منافسيهم بتعليمهم التلاميذ مجاناً. وأكبر الظن أن منهج الدراسة الذي وضعوه يدين بالفضل للمدارس التي أنشأها في هولندا وألمانيا "إخوان الحياة المشتركة"، ولجمنازيوم شتورم في ستراسبورج، ولأكاديميات ألمانيا وإيطاليا الإنسانية. وكان هذا المنهج يقوم على الآداب القديمة ويدرس باللاتينية، أما استعمال اللغة القومية فمحظور على الطلبة إلا في العطلات(54)، وأعيدت دراسة الفلسفة الكلامية في الفرق العليا. وزيد الاهتمام بتربية الخلق-أي الفضائل والعادات-وربط من جديد بين هذه التربية وبين العقيدة الدينية، وغرس الإيمان التقليدي في التلاميذ، فأشربهم نظام من الصلاة، والتأمل، والاعتراف، والتناول، والقداس، واللاهوت، سلامة في العقيدة قل معها من انحرف منهم في القرن السادس عشر عن هذا السبيل
المطروق. وردت الدراسات الإنسانية من الوثنية إلى المسيحية. على أن هذا النظام كانت فيه مآخذ خطيرة، فهو مفرط في الاعتماد على الذاكرة، مثبط للأصالة، ناقص في العلوم كغيره من مناهج ذلك العهد، وقد نقّى التاريخ تحقيقاً للهيمنة على الحاضر. وع ذلك فإننا نجد مفكراً ذا نزعة استقلالية قوية مثل فرانسس بيكن يبادر إلى القول في مدارس اليسوعيين، "وودت لو كانت هذه المدارس مدارسنا ولو بوضعها الراهن"(55). وسنرى في القرنين التاليين أن خريجيها سيبرزون في كل مناحي الحياة تقريباً عدا البحث العلمي.
وقبيل وفاة لويولا كان هناك مائة كلية يسوعية. وبفضل التعليم والدبلوماسية والتفاني في العمل، وبفضل الحماسة التي يضبطها النظام، وبفضل التنسيق بين الأهداف والتوزيع البارع في الوسائل، أفلح الجزويت في صد المد البروتستنتي، واستردوا للكنيسة جانباً كبيراً من ألمانيا، ومعظم المجر وبوهيميا، وكل بولندا المسيحية. وندر أن حققت جماعة بمثل هذا الحجم الصغير، مثل هذا النجاح الكبير، بمثل هذه السرعة الفائقة. ومضت سمعتها ونفوذها ينموان العام بعد العام، إلى أن اعترف بعد عشرين عاماً من تأسيسها الرسمي بأنها أروع نتاج للإصلاح الكاثوليكي. ويوم اجترأت الكنيسة في نهاية المطاف على دعوة ذلك المجمع العام الذي طال ارتقاب أوربا له ليهدئ صراعها اللاهوتي ويبرئ جراحها الدينية، كانت حفنة من الجزويت- بثقافتهم، وولاتهم، وحصافتهم، وسعة حيلتهم، وبلاغتهم- هي التي ناط بها البابوات مهمة الدفاع عن سلطتهم المتحداه، والمحافظة على الإيمان القديم كاملاً غير منقوص.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق