136
المجد المنيف للقدس الشريف
الشيخ عبد الله نجيب سالم
سقـوط القـدس وأصداؤه
ـ قصائد الرثاء للقدس الذبيحة: الأبيوردي... أولاً:
وكان من أكثر الناس تأثراً بالحدث الفاجع والمصيبة المهولة الشعراء المسلمون أصحاب الحس المرهف والعاطفة الجياشة، فانطلقت ألسنتهم ترثي القدس وتنعيه، وتتوجع للإسلام وتبكي ما أصابه وحل فيه، قال أبو المظفر الأبيوردي:
مزجنا دماء بالدموع السواجم فلم يبق منا عرصة للمراجـم
فإيهاً بني الإسلام إن وراءكم وقائع يلحقن الذرى بالمناسـم
وكيف تنام العين ملء جفونها على هفوات أيقظت كل نائـم
تسومهم الروم الهوان وأنتم تجرون ذيل الخَفْض فِعْلَ المسالم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه إذ الحرب شبت نارُها بالصوارم
أَتَهْوِيَةٌ في ظل أمن وغِبطةٍ وعيش كنوّار الخميلة ناعـم
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
وكم من دماء قد أبيحت ومن دمى توارى حياء حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبا وسمر العوالي دامعات اللهاذم
وتلك حروب من يغب عن غمارها ليسلم يقرعْ بعدها سن نـادم
يكاد لهن المستجير بطيبة ينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم
ويجتنبون النار خوفاً من الردى ولا يحسبون العار ضربة لازم
فليتهموا إذ لم يذودوا حمية عن الدين ضَنُّوا غِيرةً بالمحارم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للبرى فلا عطسوا إلا بأجدع راغـم
نراقب فينا غارة عربية تطيل عليها الروم عض الأباهم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة تظل لها الولدان شيب القوادم
سللن بأيدي المشركين قواضباً ستغمد منهم في الكلى والجماجم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى رماحهم والدين واهي الدعائم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى ويغضي على ذلٍ كماة الأعاجم
وان زهدوا في الأجر إذ حمس الوغا فهلا أتوه رغبة في الغنائـم
دعوناكم والحرب ترنوا ملحة إلينا بألحاظ النسور القشاعـم
فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه رمينا إلى أعدائنا بالجرائـم
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق