132
المجد المنيف للقدس الشريف
الشيخ عبد الله نجيب سالم
وصول الصليبيين إلى القدس واحتلالها
ـ تثبيت الصليبيين أقدامهم في القدس:
ولما تمت هذه الحادثة هزت أرجاء العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، وكان أول الصارخين دمشق المجاورة التي صعقت لما حدث، ولكنها كانت أضعف من أن تغيث أو تنجد، فاهتزت خوفاً وقلقاً. يقول ابن كثير: وذهب الناس على وجوههم هاربين من الشام إلى العراق مستغيثين على الفرنج إلى الخليفة والسلطان، وخرج المستنفرون من دمشق مع قاضيها زين الدين أبي سعد الهروي ـ والكلام هنا لابن تغري مع ابن كثير ـ فوصلوا بغداد وحضروا في الديوان وقطعوا شعورهم وبكوا، وقام القاضي في الديوان وأورد كلاماً أبكى الحاضرين، وتناقلت منابر بغداد كلامه وأخباره، فلما سمع الناس ببغداد هذا الأمر الفظيع هالهم ذلك وتباكوا، وندب الخليفة الفقهاء إلى الخروج إلى البلاد ليحرضوا الملوك على الجهاد، ونُدب من الديوان من يمضي إلى العسكر السلطاني ويوفهم المصيبة، وخرج ابن عقيل وغير واحد من أعيان الفقهاء فساروا في الناس فلم يُغْنِ ذلك، ووقع التقاعد لأمر يريده الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذه صورة السقوط المريع للدرة النفيسة والوردة الندية والعذراء البكر بأيدي الفجرة الهائجين المعربدين الذي لا يعرفون خلقاً ولا ديناً.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق