14
لله ثم للتاريخ ( حسين الموسوى )
الطعن في علي زين العابدين رضي الله عنه
وأما الإمام زين العابدين علي بن الحسين فقد روى الكليني : أن يزيد بن معاوية سأله أن يكون عبداً له ، فرضي عليه السلام أن يكون عبداً ليزيد إذ قال له : ( قد أقررتُ لك بما سألتَ ، أنا عبدٌ مُكْرَهٌ فإن شِئتَ فَأمْسِكْ وإن شِئتَ فَبعْ ) الروضة من الكافي في 8/235 .
فانظر قوله وانظر معناه :
( قد أقررتُ بأني عبد لك ، وأنا عبد مكره ، فإن شئت فابقني عبداً لك وإن شئت أن تبيعني فَبِعني ) فهل يكون الإمام عليه السلام عبداً ليزيد يبيعه متى شاء ، وَيُبقي عليه متى شاء ؟
إذا أردنا أن نستقصي ما قيل في أهل البيت جميعاً فإن الكلام يطول بنا إِذْ لم يسلم واحد منهم من كلمة نابية ، أو عبارة قبيحة ، أو عمل شنيع ، فقد نُسبَتْ إليهم أعمال شنيعة كثيرة ، وفي أُمهات مصادرنا ، وسيأتيك شيء من ذلكَ في فصل قادم .
اقرأ معي هذه الرواية :
عن أبي عبدالله عليه السلام : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يُقَبِّلَ عرض وجه فاطمة ) بحار الأنوار 43/44 .
( وكان يَضعُ وجهَه بين ثَدْيَيْها ) بحار الأنوار 43/78 .
إن فاطمة سلام الله عليها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول الله وجهه بين ثدييها ؟! فإذا كان هذا نصيب رسول الله صلوات الله عليه ونصيب فاطمة ، فما نصيب غيرهما ؟ لقد شَكُّوا في الإمام محمد القانع هل هو ابن الرِّضا أم أنه ابن ( ... ... ... )
اقرأ معي هذا النص :
عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا عليه السلام :
( ما كان فينا إمام قط حائل اللون - أي تغير واسوَّدَ - فقال لهم الرضا عليه السلام : هو ابني ، قالوا : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى بالقافة - مفردها قائف وهو الذي يعرف الآثار والأشباه ويحكم بالنّسب - فبيننا وبينك القافة ، قال ابعثوا أنتم إليه ، فأما أنا فلا ، ولا تعلموهم : لمَ دعوتُهم وَلتكَونوا في بيوتكم .
فلما جاءوا أقعدونا في البستان ، واصطف عمومته وإخوته وأخواته ، وأخذوا الرضا عليه السلام ، وألبسوه جبة صوف ، وقلنسوة منها ، ووضعوا على عنقه مسحاة ، وقالوا له : ادخل البستان كأنك تعمل فيه ، ثم جاءوا بأبي جعفر عليه الَسلام ، فقالوا : ألحقوا هذا الغلام بأبيه ، فقالوا : ليس له ههنا أب ، ولكن هذا عم أبيه ، وهذا عمه ، وهذه عمته ، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان ، فإن قَدَمَيْه وقدميه واحدة ، فلما رجع أبو الحسن قالوا : هذا أبوه ) أصول الكافي 1/322 . أَي إنهم شكوا في كون محمد القانع سلام الله عليه ابن الرضا عليه السلام ، بينما يؤكد الرضا عليه السلام أنه ابنه ، وأما الباقون فإنهم أنكروا ذلك ، ولهذا قالوا : ( ما كان فينا إمام قط حائل اللون ) ولا شك أن هذا طعن في عِرضِ الرضا عليه السلام ، واتهامٍ لامرأته ، وشك في عفتها ، ولهذا ذهبوا فأتوا بالقافة ، وحكمَ القافةُ بأن محمداً القانع هو ابن الرضا عَليهَ السلام لصلبه ، عند ذلك رضوا وسكتوا .
من الممكن اتهام الآخرين بمثل هذه التهمة ، وقد يُصَدِّقُ الناس ذلك ، أما اتهام أهل البيت صلوات الله عليهم فهذا من أشنع ما يكون ، وللأسف فإن مصادرنا التي نزعم أنها نَقَلَتْ علمَ أهل البيت مليئة بمثل هذا الباطل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، عندما قرأنا هذَا النص أيام دراستنا في الحوزة مر عليه علماؤنا ومراجعنا مرور الكرام ، وما زلتُ أذكر تعليل الخوئي عندما عرضتُ عليه هذا النص إذ قال ناقلاً عن السيدَ آل كاشف الغطاء : إنما فعلوا ذلك لحرصهم على بقاء نسلهم نقياً !!
بل اتهموا الرضا سلام الله عليه بأنه كان يعشق بنت عم المأمون ، وهي تعشقه ، انظر عيون أخبار الرضا ص 153 .
ولقبوا جعفراً بجعفر الكذاب ، فسبوه وشتموه مع أنه أخو الحسن العسكري فقال الكليني : ( هو معلن الفسق فاجر ، ماجن شريب للخمور ، أقل ما رأيته من الرجال ، وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل في نفسه ) أصول الكافي 1/504 .
فهل في أهل البيت سلام الله عليهم شريب خمر ؟! أو فاسق ؟ أو فاجر ؟
إذا أردنا أن نعرف تفاصيل أكثر فعلينا أن نقرأ المصادر المعتبرة عندنا لنعرف ماذا قيل في حق الباقين منهم عليهم السلام ، ولنعرف كيف قُتِلَتْ ذرياتهم الطاهرة وأين قُتلِوُا ؟ ومَن الذين قتلوهم ؟
لقد قُتِلَ عدد كبير منهم في ضواحي بلاد فارس بأيدي أناس من تلك المناطق ، ولولا أني أخشى الإطالة أكثر مما ذكرت ، لذكرت أسماء من أحصيته منهم وأسماء من قتلهم ، ولكن أُحيل القارئ الكريم إلى كتاب مقاتل الطالبيين للأصفهاني فإنه كفيل ببيان ذلك .
واعلم أن أكثر من تَعَرَّضَ للطعن وللغمز واللمز الإمامان محمد الباقر وابنه جعفر الصادق عليهما السلام وعلى آبائهما ، فقد نُسِبَتْ إليهما أغلب المسائل كالقول بالتقية ، والمتعة ، واللواطة بالنساء ، وإعارة الفرج و ... . و ... . إلخ .
وهما سلام الله عليهما بريئان من هذا كله .
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق