إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 10 فبراير 2013

29 لله ثم للتاريخ ( حسين الموسوى )


29

لله ثم للتاريخ ( حسين الموسوى )

أثر العناصر الأجنبية في صنع التشيع


عرفنا في الفصل الأول من هذا الكتاب دور اليهودي عبدالله بن سبأ في صنع التشيع ، وهذه حقيقة يتغافل عنها الشيعة جميعاً من عوامهم وخواصهم . لقد فكرتُ كثيراً في هذا الموضوع ، وعلى مدى سنوات طوال فاكتشفت كما اكتشف غيري أن هناك رجالاً لهم دور خطير في إدخال عقائد باطلة ، وأفكار فاسدة إلى التشيع .

إن مكوثي هذه المدة الطويلة في حوزة النجف العلمية التي هي أم الحوزات ، واطلاعي على أمهات المصادر جعلني أقف على حقائق خطيرة يجهلها ، أو يتجاهلها الكثيرون واكتُشفَتْ شخصيات مُريبة كان لها دور كبير في انحراف المنهج الشيعي إلى ما هوَ عليه اليوم ، فما فعله أهل الكوفة بأهل البيت عليه السلام وخيانتهم لهم كما تقدم بيانه يدل على أن الذين فعلوا ذلك بهم كانوا من المتسترين بالتشيع ، والموالاة لأهل البيت .

ولنأخذ نماذج من هؤلاء المتسترين بالتشيع :

هشام بن الحكم ، وهشام هذا حديثه في الصحاح الثمانية وغيرها .

إن هشام تسبب في سجن الإمام الكاظم ، ومن ثم قتله ، ففي رجال الكشي

 ( إن هشام بن الحكم ضال مضل شارك في دم أبي الحسن عليه السلام ) ص 229 .

 ( قال هشام لأبي الحسن عليه السلام : أوصني ، قال : أوصيك أن تتقي الله في دمي ) رجال الكشي ص 226 .

وقد طلب منه أبو الحسن عليه السلام أن يمسك عن الكلام ، فأمسك شهراً ، ثم عاد فقال له أبو الحسن : ( يا هشام ، أيَسُرُكَ أَنْ تشترك في دم امرئٍ مسلم ؟ ) .

قال : لا .

قال : وكيف تشترك في دمي ؟ فإن سكت وإلا فهو الذبح .

 ( فما سكت حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه ) رجال الكشي ص 231 .

أيمكن لرجل مخلص لأهل البيت أن يتسبب في قتل هذا الإمام عليه السلام ؟

اقرأ معي هذه النصوص :

عن محمد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم - الجواليقي - في الصورة .

فكتب : دع عنك حيرة الحيران ، واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان . أصول الكافي 1/105 ، بحار الأ نوار 3/ 288 ، الفصول المهمة ص 51 .

لقد زعم هشام بن الحكم أن الله جسم ، وزعم هشام بن سالم أن الله صورة . وعن إبراهيم بن محمد الخراز ، ومحمد بن الحسين قالا : دخلنا على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة ، رجلاه في خضره ، وقلنا :

 ( إن هشام بن سالم ، وصاحب الطاق ، والميثمي يقولون : إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد ... إلخ ) أصول الكافي 1/ 101 ، بحار الأنوار 4/ 40 .

فهل يعقلُ أن الله تعالى في هيئة شاب في سن ثلاثين سنة ، وأنه أجوف إلى السرة ؟؟ إن هذا الكلام يوافق بالضبط قول اليهود في توراتهم أن الله عبارة عن إنسان كبير الحجم وهذا منصوص عليه في سفر التكوين من توراة اليهود . فهذه آثار يهودية أُدْخِلَتْ إلى التشيع على يد هشام بن الحكم المتسبب والمشترك في مقتل الإمام الكاظم عليه السلام ، ويد هشام بن سالم وشيطان الطاق والميثمي علي بن إسماعيل صاحب كتاب الإمامة .

ولو نظرنا في كتبنا المعتبرة كالصحاح الثمانية وغيرها لوجدنا أحاديث هؤلاء في قائمة الصدارة .

زرارة بن أعين :

قال الشيخ الطوسي : ( إن زرارة من أُسرة نصرانية ، وإن جده « سنسن وقيل سبسن » كان راهباً نصرانياً ، وكان أبوه عبداً رومياً لرجل من بني شيبان ) الفهرست ص 104 وزرارة هو الذي قال : ( سألت أبا عبدالله عن التشهد ... إلى أن قال : فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت : لا يفلح أبداً ) [12] رجال الكشي ص 142 .

وقال زرارة أيضاً : ( والله لو حَدَّثْتُ بكل ما سمعتهُ من أبي عبدالله لانتَفَخَتْ ذكور الرجال على الخشب [13] رجال الشكي ص 123 .

عن ابن مسكان قال : سمعت زرارة يقول :

 ( رحم الله أبا جعفر ، وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة ) .

فقلت له : وما حمل زرارة على هذا ؟

 ( قال : حمله على هذا أن أبا عبدالله أخرج مخازيه ) الكشي ص 131 .

ولهذا قال أبو عبدالله فيه : ( لعن الله زرارة ) ص 133 .

وقال أبو عبدالله عليه السلام أيضاً : اللهم لو لم يكن جهنم إلا سكرجة [14] لوسعها آل أعين بن سنسن ص 133 .

وقال أبو عبدالله : لعن الله بريداً ، لعن الله زرارة ص 134 .

وقال أيضاً : لا يموت زرارة إلا تائهاً عليه لعنة الله ص 134 ، وقال أبو عبدالله أيضاً : هذا زرارة بن أعين ، هذا والله من الذين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز : { وَقَدِمْنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً } ( الفرقان: 23 ) رجال الكشي ص 136 .

وقال : إن قوماً يُعارون الإيمان عارية ، ثم يُسْلَبُونَه ، فيقال لهم يوم القيامة « المعارون » ، أما إن زرارة بن أعين منهم ص 141 ، وقال أيضاً : إن مرض فلا تَعُدْهُ وإن مات فلا تَشْهَدْ جنازته .

فقيل له : زرارة ؟ متعجباً ، قال نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال : إن الله ثالث ثلاثة ، إن الله قد نكس زرارة ، وقال : إن زرارة قد شك في إمامتي فاستوهبته من ربي [15] ص 138 .

قلت : فإذا كان زرارة من أسرة نصرانية ، وكان قد شك في إمامة أبي عبدالله ، وهو الذي قال بأنه ضرط في لحية أبي عبدالله ، وقال عنه لا يفلح أبداً ، فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين الإسلام ؟؟ .

إن صحاحنا طافحة بأحاديث زرارة ، وهو في مركز الصدارة بين الرواة ، وهو الذي كذب على أهل البيت ، وأدخل في الإسلام بدعاً ما أدخل مثلها أحد كما قال أبو عبدالله ، ومن راجع صحاحنا وجد مصداق هذا الكلام ، ومثله بريد حتى أن أبا عبدالله عليه السلام لعنهما .

أبو بصير ليث بن البختري :

أبو بصير هذا تَجَرّأ على أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام عندما سُئِلَ عليه السلام عن رجل تزوج امرأة لها زوج ، ولم يعلم .

قال أبو الحسن عليه السلام : ( تُرْجَمُ المرأة ، وليس على الرجل شيء إذا لم يعلم ) .... فضرب أبو بصير المرادي على صدره يحكها وقال : أظن صاحبنا ما تكامل علمه . رجال الكشي ص 154 .



أي أنه يتهم الكاظم عليه السلام بقلة العلم !!

ومرة تذاكر ابن أبي اليعفور وأبو بصير في أمر الدنيا ، فقال أبو بصير :

أما إن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها ، فأغفى - أبو بصير - فجاء كلب يريد أن يشغر [16] عليه ، فقام حماد بن عثمان ليطرده فقال له ابن أبي يعفور : دعه ، فجاءه حتى شغر في أذنيه . ص 154 رجال الكشي .

أي أنه يتهم أبا عبدالله بالركون إلى الدنيا وحب الاستِـئْثَاِر بها ، فعاقبه الله تعالى بأن أرسل كلباً فبال بأذنيه جزاءً له على ما قال في أبَي عبدالله .

وعن حماد الناب قال : جلس أبو بصير على باب أبيِ عبدالله عليه السلام ليطلب الإذن ، فلم يُؤْذَنْ له ، فقال : لو كان معنا طبق لأَذِنَ ، قال فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير ، فقال - أبو بصير - أفُ أفُ ما هذَا [17] ؟ .

فقال له جليسه : هذا كلب شغر في وجهك رجال الكشي ص 155 .

أي أنه يتهم أبا عبدالله عليه السلام بحب الثريد والطعام اللذيذ بحيث لا يأذن لأحد بالدخول عليه إلا إذا كان معه طبق طعام ، لكن الله تعالى عاقبه أيضاً فأرسل كلباً فبال في وجهه عقاباً له على ما قاله في أبي عبدالله عليه السلام .

ولا يكن أبو بصير موثوقاً في أخلاقه ، ولهذا قال شاهداً على نفسه بذلك : كنتُ أقرِئُ امرأةً كنت أُعلمها القرآن ، فمازَحْتُها بِشَيء !!

قال : فَقَدِمَتْ على أبي جعفر عليه السلام - أي تَشْتَكِيه - قال : فقال لي أبو جعفر : يا أبا بصير أي شيء قلتُ للمرأة ؟

قال : قلتُ بيدي هكذا ، وغَطَّى وجهه !!

قال : فقال أبو جعفر : لا تعودن عليها رجال الكشي ص 154 .

أي أن أبا بصير مد يده ليلمس شيئاً من جسدها بغرض المداعبة ( !! ) والممازحة ، مع أنه كان يُقْرِؤُها القرآن !!!

وكان أبو بصير مخلطاً :

فعن محمد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن عن أبي بصير فقال :

أبو بصير كان يُكنى أبا محمد وكان مولى لبني أسد ، وكان مكفوفاً .

فسألته هل يُتَّهَمُ بالغُلُوُّ ؟ فقال : أَما الغُلُوُّ فلا ، لم يكن يُتهَم ، ولكن كان مخلطاً . رجال الكشي ص 154 .

قلت : أحاديثه في الصحاح كثيرة جداً ، وفيها عجب عجاب ، فإذا كان مخلطاً فماذا أدخل في الدين من تخليط ؟!!

إن أحاديثه فيها عجب عجاب أليست هي من تخليطه ؟؟!!

علماء طبرستان :

لقد ظهر في طبرستان جماعة تظاهروا بالعلم ، وهم ممن اندسوا في التشيع لغرض الفساد والإفساد . من المعلوم أن الإنسان تشهد عليه آثاره ، فإن كانت آثاره حسنة فهذا دليل حسن سلوكه وخُلُقِه واعتقاده وسلامة سَريرَته ، والعكس بالعكس فإن الآثار السيئة تدل على سوء من خَلَّفَها سواء في سلوكه أو في خلقه أو اعتقادِه وتدل على فساد سريرته .

إن بعض علماء طبرستان تركوا مخلفات تثير الشكوك حول شخصياتهم ، وَلْنَأخذْ ثلاثة من أشهر مَن خرج من طبرستان :

ا - الميرزا حسين بن تقي النوري الطبرسي مؤلف كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه أكثر من ألفي رواية من كتب الشيعة ليثبت بها تحريف القرآن الكريم . وجمع أقوال الفقهاء والمجتهدين ، وكتابه وصمة عارٍ في جبين كل شيعي .

إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن مُحَرَّفٌ ، فما الفرق بين كلام الطبرسي وبين كلام اليهود والنصاري ؟ . وهل هناك مسلم صادق في إسلامه يشهد على الكتاب الذي أنزله الله تعالى وَتَكَفلَ بحفظه ، يشهد عليه بالتحريف والتزوير والتبديل ؟؟ . !!

2 - أحمد بن علي بن أبي طالب ([18]) الطبرسي صاحب كتاب ( الاحتجاج ) .

أورد في كتابه روايات مُصَرِّحَة بتحريف القرآن ، وأورد أيضاً روايات زعم فيها أن العلاقة بين أمير المؤمنين والصحابة كانت سيئة جداً ، وهذه الروايات هي التي تتسبب في تمزيق وحدة المسلمين ، وكل من يقرأ هذا الكتاب يجد أن مؤلفه لم يكن سليم النية .

3 - فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن ، ذلك التفسير الذي شحنه بالمغالطات والتأويل المُتَكَلَّف ، والتفسير الجاف الخالف



لأبسط قواعد التفسير .

إن منطقة طبرستان والمناطق المجاورة لها مليئة بيهود الخزر ، وهؤلاء الطبرسيون هم من يهود الخزر المتسترين بالإسلام ، فمؤلفاتهم من أكبر الكتب الطاعنة بدين الإسلام بحيث لو قارنا بين ( فصل الخطاب ) وبين مؤلفات المستشرقين الطاعنة بدين الإسلام لرأينا ( فصل الخطاب ) أشد طعناً بالإسلام من مؤلفات أولئك المستشرقين . وهكذا مؤلفات الآخرين .

توفي أحد السادة المدرسين في الحوزة النجفية ، فغسلتُ جثمانَه مُبْتَغياً بذلك وجهَ الله ، وساعدني في غسله بعض أولاده ، فاكتشفت أثناء الغسلَ أن الفقيد الراحل غير مختون !! ولا أستطيع الآن أن أذكر اسم هذا ( الفقيد ) لأن أولاده يَعرفون من الذي غسل أباهم ، فإذا ذكرته عرفوني ، وعرفوا بالتالي أني مؤلف هذا الكتاب ، واكتُشِفَ أمري ، ويحصل ما لا تُحْمَدُ عقباه .

وهناك بعض السادة في الحوزة لي عليهم ملاحظات تثير الشكوك حولهم والريب ، وأنا والحمد لله دائب البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم .

وَلنَرَ لوناً آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع ، فقد عبثت هذه العناصر بكتبَنا المعتبرة ، ومراجعنا المهمة ، وَلْنَأْخُذ نماذج يطلع القارئ من خلالها على حجم هذا العَبَث ومداه .

إن كتاب الكافي هو أعظم المصادر الشيعية على الإطلاق ، فهو موثق من قبل الإمام الثاني عشر المعصوم الذي لا يُخْطِئَ ولا يغلط ، إذ لما ألف الكليني كتاب الكافي عرضه على الإمام الثاني عشر في سردابه في سامراء ، فقال الإمام الثاني عشر سلام الله عليه : ( الكافي كاف لشيعتنا ) . انظر مقدمة الكافي ص 25 .

قال السيد المحقق عباس القمي : ( الكافي هو أجل الكتب الإسلامية ، وأعظم المصنفات الإمامية ، والذي لم يُعْمَلْ للإمامية مثله ) ، قال المولى محمد أمين الاسترابادي في محكي فوائده : ( سمعنا من مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يُدانيه ) . الكني والانقاب 3/98 .

ولكن اقرأ معي هذه الأقوال :

قال الخوانساري : ( اختلفوا في كتاب الروضة الذي يضم مجموعة من الأبواب : هل هو أحد كتب الكافي الذي هو من تأليف الكليني ، أو مزيد عليه فيما بعد ؟ ) روضات الجنات 6/118 .

قال الشيخ الثقة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي العاملي المتوفى 460 هـ :

 ( إن كتاب الكافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة عليهم السلام ) روضات الجنات 6/114 .

بينما يقول السيد أبو جعفر الطوسي المتوفي 460 هـ :

 ( إن كتاب الكافي مُشْتَمِلٌ على ثلاثين كتاباً ) . الفهرست ص 161 .

يتبين لنا من الأقوال المتقدمة أن ما زيد على الكافي ما بين القرن الخامس والقرن الحادي عشر ، عشرون كتاباً وكل كتاب يضم الكثير من الأبواب ، أي أن نسبة ما زيد في كتاب الكافي طيلة هذه المدة يبلغ 40% عدا تبديل الروايات ، وتغيير ألفاظها ، وحذف فقرات ، وإضافة أخرى ، فمن الذي زاد في الكافي عشرين كتاباً ؟ ... أيمكن أن يكون إنساناً نزيهاً ؟؟!!

وهل هو شخص واحد أم أشخاص كثيرون تتابعوا طيلة هذه القرون على الزيادة والتغيير والتبديل والعبث به ؟؟!!

ونسأل : أما زال الكافي مُوَثقاً من قِبَلِ المعصوم الذي لا يخطئ ولا يغلط ؟؟!! وَلْنَأْخُذ كتاباً آخر يأتي بالمرتبة الثانية بعد الكافي وهو أيضاً أحد الصحاح الأربعة الأولى ، إنه كتاب ( تهذيب الأحكام ) للشيخ الطوسي مُؤَسِّس حوزة النجف ، فإن فقهاءَنا وعلماءَنا يذكرون على أنه الآن ( 13595 ) حديثاً ، بينما يذكر الطوسي نفسه مؤلف الكتاب - كما في عدة الأصول - أن تهذيب الأحكام هذا أكثر من ( 5000 ) حديث ، أي لا يزيد في كل الأحوال عن ( 6000 ) حديث ، فمن الذي زاد في الكتاب بهذا الكم الهائل من الأحاديث الذي جاوز عدده العدد الأصلي لأحاديث الكتاب ؟ مع ملاحظة البلايا التي رُويَتْ في الكافي وتهذيب الأحكام وغيرهما ، فلا شك أنها إضافاتِ لأَيْد خَفيَّة تسترت بالإسلام ، والإسلام منها بريء ، فهذا حال أعظم كتابين فَمَا بالكَ لو تابعنا حال المصادر الأخرى ماذا نجد ؟؟ ولهذا قال السيد هاشم معروف الحسني :

 ( وضع قُصّاصُ الشيعة مع ما وضعه أعداء الأئمة عدداً كثيراً من هذا النوع للأئمة الهُدَاة ) وقال أيضاً :

 ( وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كالكافي والوافي وغيرهما نجد أن الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا باباً من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم ) الموضوعات ص 165 ، 253 ، وقد اعترف بذلك الشيخ الطوسي في مقدمة التهذيب فقال : ( ذاكرني بعض الأصدقاء ... بأحاديث أصحابنا ، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما يُنافيه حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا ) ورغم حرص الطوسي على صيانة كتابه إلا أنه تعرض للتحريف كما رأيت .

في زيارتي للهند التقيت السيد دلدار علي فأهداني نسخة من كتابه ( أساس الأصول ) جاء في ص 51 : ( إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يُوجَد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ) وهذا الذي دفع الجم الغفير إلى ترك مذهب الشيعة .

ولننظر في القول بتحريف القرآن ، فإن أول كتاب نص على التحريف هو كتاب سليم بن قيس الهلالي ( ت 90 هـ ) فإنه أورد روايتين فقط ، وهو أول كتاب ظهر للشيعة ، ولا يوجد فيه غير هاتين الروايتين .

ولكن إن رجعنا إلى كتبنا المعتبرة ، والتي كُتبَتْ بعد كتاب سليم بن قيس بدهور فإن ما وصل إلينا منها طافح بروايات الَتحريف ، حتى تسنى للنوري الطبرسي جمع أكثر من ألْفَيْ رواية في كتابه ( فصل الخطاب ) .

فمن الذي وضع هذه الروايات ؟ وبخاصة إذا رجعنا إلى ما ذكرناه آنفاً في بيان ما أُضيف إلى الكتب ، وبالذات الصحاح تبين أن هذه الروايات وُضعَتْ في الأزمان المتأخرة عن كتاب سليم بن قيس ، وقد يكون في القرن السادس ، أو السابع ، حتى أن الصدوق المتوفى 381 هـ قال : ( إن مَن نسب للشيعة مثل هذا القول - أي التحريف - فهو كاذب ) لأنه لم يُسْمَعْ بمثل هذه الروايات ، ولو كانت موجودة فعلا لَعُلِمَ بها أو لَسُمعَ .

وكذلك الطوسي أنكر نسْبَةَ هذا الأمر إلى الشيعة كما في تفسير ( التبيان في تفسير القرآن ) ط النجف 383 اهـ وأما كتاب سليم بن قيس فهو مكذوب على سليم بن قيس : وضعه إبان بن أبي عياش ، ثم نسبه إلى سليم .

وإبان هذا قال عنه ابن المطهر الحلي والأردبيلي : ( ضعيف جداً ، وَينْسبُ أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه ) انظر الحلي ص 256 ، جامع الرَواة للأردبيلي 1/9 .



ولما قامت الدولة الصفوية صار هناك مجال كبير لوضع الروايات وإلصاقها بالإمام الصادق وبغيره من الأئمة سلام الله عليهم .

بعد هذا الموجز السريع تبين لنا أن مصنفات علمائنا لا يُوثَقُ بها ، ولا يُعْتَمَدُ عليها إذ لم يُعْتَنَ بها ، ولهذا عَبِثَت بها أيدي العِدَى ، فكان من أمرها ما قد عرفتَ .

عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق