30
لله ثم للتاريخ ( حسين الموسوى )
الإمام الثاني عشر
والأن نريد أن نُعَرِّجَ على لَونٍ آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع .
إنها قضية الإمام الثاني عشر ، وهي قضية خطيرة جداً .
لقد تناول الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب هذا الموضوع فبين أن الإمام الثاني عشر لا حقيقة له ، ولا وجود لشخصه ، وقد كفانا الفاضل المذكور مهمة البحث في هذا الموضوع ، ولكني أقول : كيف يكون له وجود وقد نصت كتبنا المعتبرة على أن الحسن العسكري - الإمام الحادي عشر - توفي ولم يكن له ولد ، وقد نظروا في نسائه وجواريه عند موته فلم يجدوا واحدة منهن حاملاً أو ذات ولد ، راجع لذلك كتاب الغيبة للطوسي ص 74 ، الإرشاد للمفيد ص 354 ، أعلام الورى للفضل الطبرسي ص 385 ، المقالات والفرق للأشعري القمي ص 152 .
وقد حقق الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب في مسألة نُؤاب الإمام الثاني عشر فأثبت أنهم قوم من الدَّجَلَة ادَّعُوا النيابة من أجل الاستحواذ على ما يُراد من أموال الخُمس ، وما يُلْقَى في المرقد ، أو عند السرداب من تبرعات .
وَلْنَرَ ما يصنعُه الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم أو المنتظر عند خروجه :
ا - يضع السيف في العرب :
( روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قَتْلُهم ) بحار الأنوار 52/318 .
وروى أيضاً : ( ما بقي بيننا وبن العرب إلا الذبح ) بحار الأنوار 52/349 .
وروى أيضاً : ( اتَّقِ العرب ، فإن لهم خبرُ سوءٍ ، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد ) بحار الانوار 52/333 .
قلت : فإذا كان كثير من الشيعة هم من أصل عربي ، أيشهر القائم السيف عليهم ويذبحهم ؟؟
لا ... لا ... إن وراء هذه النصوص رجالاً لَعِبُوا دوراً خطيراً في بث هذه السموم ، لا تستغربن ما دام كسرى قد خلص من النار إذ روى المجلسي عن أمير المؤمنين : ( أن الله قد خلصه - أي كسرى - من النار ، وأن النار محرمة عليه ) البحار 41/4 .
هل يعقل أن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول إن الله قد خَلَّصَ كسرى من النار ، وإن النار مُحَرَّمَةٌ عليه ؟؟
2 - يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي .
روى المجلسي : ( إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، والمسجد النبوي إلى أساسه ) بحار الأنوار 52/338 ، الغيبة للطوسي 282 .
وبين المجلسي : ( أن أول ما يبدأ به - القائم - يُخْرِجُ هذين - يعني أبا بكر وعمر - رَطْبَيْنِ غَضَّيْنِ ، ويذريهما في الريح ، ويكسر المسجَد ) البحار 52/386 .
إن من المتعارَف عليه ، بل المُسَلَّمِ به عند جميع فقهائنا وعلمائنا أن الكعبة ليس لها أهمية ، وأَن كربلاء خير منها وأفضل ، فكربلاء حسب النصوص التي أوردها فقهاؤُنا هي أفضل بقاع الأرض وهي أرض الله المختارة المقدسة المباركة ، وهي حرم الله ورسوله ، وقبْلَةُ الإسلام وفي تربتها الشفاء ، ولا تدانيها أرض أو بقعة أخرى حتى الكعبة .
وكان أستاذنا السيد محمد الحسين آل كاشف الغطاء يتمثل دائما بهذا البيت :
ومن حديث كربلا والكعبه لكربلا بانَ عُلُوُّ الرُّتّبَه
وقال آخر :
هي الطفوفُ فَطُفْ سبعًا بمغناها فما لمكة معنًى مثـل معناها
أرضٌ ولكنها السبعُ الشدادُ لـها دانتْ وطأطأَ أعلاها لأَدْناها
ولنا أن نسأل : لماذا يكسر القائم المسجد ويهدمه ويرجعه إلى أساسه ؟
والجواب : لأن من سيبقى من المسلمين لا يتجاوزون عُشْرَ عددهم كما بَيَّنَ الطوسي :
( لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس ) الغيبة ص 146 .
بسبب إِعمالِ القائم سيفَه فيهم عموماً ، وفي المسلمين خصوصاً .
3 - يقيم حكم آل داود :
وعقد الكليني باباً في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود ، ولا يسألون البينة ، ثم روى عن أبي عبدالله قال : ( إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان ، ولا يَسْأَلُ بَيِّنَةً ) . الأصول من الكافي 1/397 .
وروى المجلسي : ( يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وقضاء جديد ) البحار 52/354 ، غيبة النعماني ص 154 .
وقال أبو عبدالله عليه السلام : ( لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ) البحار 2/135 ، الغيبة ص 176 .
ونختم هذه الفقرة بهذه الرواية المروعة ، فقد روى المجلسي عن أبي عبدالله عليه السلام :
( لو يعلم الناس ما يصنعُ القائم إذا خرج لأَحَبُّ أكثرُهم أَلا يَرَوْهُ مما يقتل من الناس ... حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم ) . البحار 52/353 ، الغيبة ص 135 .
واستوضحت السيد الصدر عن هذه الرواية فقال : ( إن القتل الحاصل بالناس أكثره مختص بالمسلمين ) ثم أهدى لي نسخة من كتابه ( تاريخ ما بعد الظهور ) حيث كان قد بين ذلك في كتابه المذكور ، وعلى النسخة الإهداء بخط يده .
ولا بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول :
أ - لماذا يُعْمِلُ القائم سيفه في العرب ؟ ألم يكن رسول الله صلى الله عليه عربياً ؟
2 - ألم يكن أمير المؤمنين وذريته الأطهار من العرب ؟
3 - بل القائم الذي يُعْمِلُ سيفه في العرب كما يقولون أليس هو نفسه من ذرية أمير المؤمنين ؟ وبالتالي أَليس هو عربياً ؟!
4 - أليس في العرب الملايين ممن يُؤمن بالقائم وبخروجه ؟
5 - فلماذا يخصص العرب بالقتل والذبح ؟ وكيف يُقال : لا يخرجُ مع القائم منهم واحد ؟
وكيف يمكن أن يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي ؟ مع أن المسجد الحرام هو قبلة المسلمين كما نص عليه القرآن ، وبين أنه أول بيت وُجد على وجه الأرض ، وكان رسول الله صلوات الله عليه قد صلى فيه وأيضاً أمير المؤمنين والأئمة من بعده وخصوصاً الإمام الصادق الذي مكث فيه مدة طويلة .
لقد كان ظَنُّنَا أن القائم سيُعيد المسجد الحرام بعد هدمه إلى ما كان عليه زمن النبي صلى الله عليه وآله ، وقبل التوسعة ، ولكن تبين لي فيما بعد أن المراد من قوله ( يُرْجعُه إلى أساسه ) أي يهدمه ، ويُسَوِّيه بالأرض ، لأن قبلَة الصلاة ستتحول إلىَ الكوفة .
روى الفيض الكاشاني : ( يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يَحْبُ أحداً من فضل ، مُصَلاكم بيتُ آدم وبيت نوح ، وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ... ولا تذهب الأيام حتى يُنْصَبَ الحجر الأسود فيه ) الوافي 1/215 .
إذاً نَقْلُ الحجر الأسود من مكة إلى الكوفة ، وجَعْلُ الكوفةِ مُصَلَّى بيت آدم ونوح وإدريس وإبراهيم دليل على اتخاذ الكوفة قبلة للصلاة بعد هدم المسجد الحرام ، إذ بعد هذا لا معنى لإرجاعه إلى ما كان عليه قبل التوسعة ، ولا تبقى له فائدة ، فلا بد له من الإزالة والهدم - حسبما ورد في الروايات - وتكون القبلة والحجر الأسود في الكوفة ، وقد علمنا فيما سبق أن الكعبة ليست بذات أهمية عند فقهائنا ، فلا بد إذن من هدمها .
ونعود لنسأل مرة أخرى : ما هو الأمر الجديد الذي يقوم به القائم ؟
وما هو الكتاب الجديد والقضاء الجديد ؟
إن كان الأمر الذي يقوم به من صلب حكم آل محمد ، فليس هو إذن بجديد .
وإن كان الكتاب من الكتب التي استأثر بها أمير المؤمنين حسبما تَدَّعِيه الروايات الواردة في كتبنا فليس هو بكتاب جديد .
وإن كان القضاء من أقضية محمد وآله ، والكتاب من غير كتبهم والقضاء من غير أقضيتهم فهو فعلاً أمر جديد ، وكتاب جديد وقضاء جديد ، وكيف لا يكون جديداً والقائم سيحكم بحكم آل داودَ كما مر ؟
إنه أمر من حكم آل داود ، وكتاب من كتبهم ، وقضاء من قضاء شريعتهم ، ولهذا كان جديداً ، ولذلك ورد في الرواية : ( لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ) كما مر بيانه .
بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسبما جاء في الرواية المروعة ، فإنه سَيُثِخنُ في القتل بحيث يتمنى الناس ألا يروه لكثرة ما يقتل من الناس وبصورة بشعة لا رحمة فيها ولا شفقة ، حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم !!
وبدورنا نسأل : بمن سيفتك القائم ؟ ودماء من هذه التي سيجريها بهذه الصورة البشعة ؟ .
إنها دماء المسلمين كما نصت عليه الروايات ، وكما بين السيد الصدر .
إذن ظهور القائم سيكون نقمة على المسلمين لا رحمة لهم ، ولهم الحق إن قالوا إنه ليس من آل محمد ، نعم ، لأن آل محمد يرحمون ويشفقون على المسلمين ، أما القائم فإنه لا يرحم ، ولا يشفق ، فليس هو إذن من آل محمد ، ثم أليس هو - أي القائم - سيملأ الأرض عدلاً وقسْطاً بعد أن مُلئَتْ جوراً وظُلماً ؟
فأين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس وخاصة المسلمين ؟ وهذا لم يفعله في تاريخ البشرية أحد ولا حتى الشيوعيون الذين كانوا حريصين على تطبيق نظريتهم على حساب الناس ، فتأمل !!
لقد أسلفنا أن القائم لا حقيقة له ، وأنه غير موجود ، ولكنه إذا قام فسيحكم بحكم آل داود ، وسيقضي على العرب والمسلمين ويقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ، ولا شفقة ، ويهدم المسجد الحرام ، ومسجد النبي صلى الله عليه وآله ، ويأخذ الحجر الأسود ، ويأتي بأمر جديد ، وكتاب جديد ، ويقضي بقضاء جديد ، فمن هو هذا القائم ؟ وما المقصود به ؟
إن الحقيقة التي تَوَصّلْتُ إليها بعد دراسة استغرقت سنوات طوالاً ومراجعة لأمهات المصادر هي أن القائم كناية عن قيام دولة إسرائيل أو هو المسيح الدجال لأن الحسن العسكري ليس له ولد كما أسلفنا وأثبتنا ، ولهذا روي عن أبي عبدالله عليه السلام - وهو بريء من ذلك - : ( ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب ، إن الله قد أحل لنا دماءَهم عند قيام قائمنا ) البحار 52/376 .
ولماذا حُكم آلِ داود ؟ أليس هذا إشارة إلى الأصول اليهودية لهذه الدعوة ؟
وقيام دولة إسرائيل لا بد أن يسودها حكم آل داود ، ودولة إسرائيل إذا قامت ، فإن من مُخَطَّطاتِها القضاء على العرب خصوصاً المسلمين ، والمسلمين عموماً كما هو مقرر في بروتوكولاتهم . تقضي عليهم قضاء مُبْرَماً وتقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ولا شفقة .
وحلم دولة إسرائيل هو هدم قِبلة المسلمين ، وتسويتها بالأرض ، ثم هدم المسجد النبوي ، والعودة إلى يثرب التي أُخرجوا منها ، وإذا قامت فستفرض أمْراً جديداً ، وتضع بدل القرآن كتاباً جديداً ، وتقضي بقضاء جديد ، ولا تسأل بينة ، لأن سؤال البينة من خصائص المسلمين ، ولهذا تسود الفوضى والظلم بسبب العنصرية اليهودية .
ويحسن بنا أن ننبه إلى أن أصحابنا اختاروا لهم اثني عشر إماماً ، وهذا عمل مقصود ، فهذا العدد يمثل عدد أسباط بني إسرائيل ، ولم يكتفوا بذلك ، بل أطلقوا على أنفسهم تسمية ( الاثني عشرية ) تَيَمُّناً بهذا العدد ، وكرهوا جبريل عليه السلام والروح الأمين كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم ، وقالوا إنه خان الأمانة إذ يفترض أن ينزل على عليّ عليه السلام ، ولكنه حاد عنه فنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم فخان بذلك الأمانة ([19]) .
ولهذا كرهوا جبريل ، وهذه هي صفة بني إسرائيل في كراهتهم له ، ولهذا رد الله عليهم بقوله الكريم : { قل مَن كان عدواً لجبريلَ فإنه نَزَّلَهُ على قَلبكَ بإذن اللهَ مُصَدَّقاً لمَا بين يَدَيْه وهُدًى وبُشْرَى للمؤمنين ، قل مَن كان عَدُوّاً لله وملائكته ورُسُلَهِ وجبريلَ ومَيكالَ فإن اللهَ عَدٌّو للكافرين } ( البقرة : 97 - 98 ) ، فوصف من عادَى جبريل بالكفر ، وأخبر أن مَن عاداه فإنه عدو لله تعالى .
ومن أعظم آثار العناصر الأجنبية في حَرْف التشيع عن ركب الأمة الإسلامية هو القول بترك صلاة الجمعة ، وعدم جوازَها إلا وراء إمام معصوم . لقد صدرت في الآونة الأخيرة فتاوى بجواز إقامة صلاة الجمعة في الحسينيات ، وهذا عمل عظيم ، ولي والحمد لله جهود كبيرة في حث المراجع العليا على هذا العمل ، وإني احتسب أجري عند الله تعالى .
ولكني أتساءل : من الذي تسبب في حرمان كل تلك الأجيال وعلى مدى ألف سنة تقريباً من صلاة الجمعة ؟ فأية يد خفية هذه التي استطاعت بدهائها وسيطرتها أن تحرم الشيعة من صلاة الجمعة مع وجود النص القرآني الصريح في وجوب إقامة الجمعة ؟؟ !! .
وما زالت الأيادي الخَفَّيةُ الخبيثةُ تعمل وتبث سُمومها ، فقد أصدرت زعامة الحوزة في يومنا هذا تعليمَات بوجوب إكثار الفساد والظلم ونشره بين الناس ، لأن كثرة الفساد تُعَجِّلُ في خروج الإمام المهدي - القائم - من سردابه ، وقد استجاب كثير من الشيعة لذلك ، وطبَّقُوا هذه التعليمات ، ومارسوا الفساد بكل ألوانه وكان السيد البروجردي يشرف على تطبيقها في مدينة الثورة في بغداد ، فإذا ما مشى رجل في أحد شوارع الثورة ، فرأى امرأة أعجبته ، فإنها تستجيب له بابتسامة منه ، أو إشارة بطرف عينه ، ولم تكتف زعامة الحوزة بذلك بل أرادت تعميم هذا الفساد ليشمل كل أنحاء العراق ، ولهذا قاموا باستئجار باصات نقل كبيرة لغرض السياحة والاصطياف في شمال العراق ، وقاموا بترغيب العوائل الساكنة في مدن الجنوب بالسفر الى الشمال ، فترى العوائل المسافرة تتكون كل عائلة منها من رجل عجوز وامرأته الطاعنة في السن بثياب رَثَّة لا يملك أحدهم ثمن وجبة عشاء ، فضلاً عن نفقات السياحة والاصطياف ، وقد اصطحبت كل عائلة معها عدداً من الفتيات الجميلات ، فإذا ما وصلت القافلة إلى محافظة من المحافظات التي تمر بها وهي ، صلاح الدين - تكريت - الموصل ، دهوك ، أربيل ، كركوك ، حط المسافرون رحالهم فيها أياماً ، ثم تبدأ الفتيات بالنزول إلى أسواق تلك المحافظة ، فيعرضن أنفسهن على الشباب لتتم ( الصفقات المحرمة ) ، وأما فترة بقاء العوائل في المصايف فإني أعجز عن وصف ما يجري !!
إن الغاية من إصدار هذه التعليمات هي نشر الفساد ، وتدمير البلاد ، وأما خروج الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم فأنا واثق بأنهم يدركون أن لا وجود لهذا الإمام !!
فانظروا إلى هذه الأيدي الخبيثة ، ماذا فعلت ؟ وماذا تفعل ؟ !!!
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق