85
تاريخ الخلفاء ( السيوطي )
المعتز بالله محمد المعتز بالله محمد
وقيل الزبير ابو عبدالله بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وأمه ام ولد رومية تسمى قبيحة وبويع له عند خلع المستعين في سنة اثنتين وخمسين وله تسع عشرة سنة ولم يل الخلافة قبله احد أصغر منه وكان بديع الحسن قال على بن حرب أحد شيوخ ابن المعتز في الحديث ما رأيت خليفة أحسن منه وهو أول خليفة أحدث الركوب بحلية الذهب وكان الخلفاء قبل يركبون بالحلية الخفيفة من الفضة وأول سنة تولى مات أشناس الذي كان الواثق استخلفه على السلطنة وخلف خمسمائة ألف دينار فأخذها المعتز وخلع خلعة الملك على محمد بن عبدالله بن طاهر وقلده سيفين ثم عزله وخلع خلعة الملك على أخيه أعنى أخا المعتز أبا أحمد وتوجه بتاج من ذهب وقلنسوة مجوهرة ووشاحين مجوهرين وقلده سيفين ثم عزله من عامه ونفاه إلى واسط وخلع على بغا الشرابى وألبسه تاج الملك فخرج على المعتز بعد سنة فقتل وجىء إليه برأسه وفي رجب من هذه السنة خلع المعتز اخاه المؤيد من العهد وضربه وقيده فمات بعد أيام فخشى المعتز أن يتحدث عنه أنه قتله أو احتال عليه فأحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به اثر وكان المعتز مستضعفا مع الأتراك فاتفق أن جماعة من كبارهم أتوه وقالوا يا أمير المؤمنين أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف وكان المعتز يخاف منه فطلب من أمه مالا لينفقه فيهم فأبت عليه وشحت نفسا ولم يكن بقى في بيت المال شىء فاجتمع الأتراك على خلعه ووافقهم صالح بن وصيف ومحمد بن بغا فلبسوا السلاح وجاءوا إلى دار الخلافة فبعثوا الى المعتز أن أخرج إلينا فبعث يقول قد شربت في الشمس في يوم صائف وهم يلطمون وجهه ويقولون أخلع نفسك ثم أخضروا القاصي ابن الشوارب والشهود وخلعوه ثم أحضورا من بغداد الى دار الخلافة أبعده إلى بغداد فسلم المعتز إليه الخلافة وبايعه ثم إن الملأ أخذوا دواء وأنا ضعيف فهجم عليه جماعة وجروا برجله وضربوه بالدبابيس وأقاموه المعتز بعد خمس ليال من خلعه فأدخلوه الحمام فلما اغتسل عطش فمنعوه الماء ثم اخرج وهو أول ميت مات عطشا فسقوه ماء بثلج فشربه وسقط ميتا وذلك في شهر شعبان المعظم سنة خمس وخمسين ومائتين واختفت امه قبيحة ثم ظهرت في رمضان وأعطت صالح ابن وصيف مالا عظيما من ذلك الف الف دينار وثلثمائة الف دينار وسقط فيه مكوك زمرد وسفط فيه لؤلؤ حب كبار وكليجة ياقوت أحمر وغير ذلك فقومت السفاط بألفى ألف دينار فلما رأى ابن وصيف ذلك قال قبحها الله عرضت ابنها للقتل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا فأخذ الجميع ونفاها إلى مكة فبقيت بها إلى أن تولى المعتمد فردها إلى سامرا وماتت سنة أربع وستين مات في أيام المعتز من الأعلام سرى السقطى الزاهد وهارون بن سعيد الأيلى والدرامى صاحب المسند والعتبى صاحب المسائل العتبية في مذهب مالك وآخرون رحمهم الله تعالى
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق