23
لله ثم للتاريخ ( حسين الموسوى )
الكتب السماوية
لا شك عند المسلمين جميعهم أن القرآن هو الكتاب السماوي المنزل من عند الله على نبي الإسلام محمد بن عبدالله صلوات الله عليه .
ولكن كثرة قراءتي ومطالعتي في مصادرنا المعتبرة ، أوقفتني على أسماء كتب أخرى يدعي فقهاؤها أنها نزلت على النبي صلوات الله عليه ، وأنه اختص بها أمير المؤمنين عليه السلام وهذه الكتب هي :
أ - الجامعة :
عن أبي بصير عن أبي عبدالله قال : أنا محمد ، وإن عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة ؟!
قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ .
قال : صحيفة طولها سبعون ذراعًا بذراع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإملائه من فلق فيه ، وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش ... إلخ انظر الكافي 1/239 ، بحار الأنوار 26/ 22 .
وهناك روايات أخرى كثيرة تجدها في الكافي والبحار وبصائر الدرجات ووسائل الشيعة إنما اقتصرنا على رواية واحدة رَوْمًا للاختصار .
ولست أدري إذا كانت الجامعة حقيقة أم لا ، وفيها كل ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة !! فلماذا أُخْفِيَتْ إذن ؟ وحُرمنا منها ومما فيها مما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة من حلال وحرام وأحكام ؟ ألَيس هذا كتمان العلم ؟
2 - صحيفة الناموس :
عن الرضا عليه السلام في حديث علامات الإمام قال : وتكون صحيفة عنده فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة . انظر بحار الأنوار 25/117 ، ومجلد 26 ففيه روايات أخرى .
وأنا أتساءل : أية صحيفة هذه التي تتسع لأسماء الشميعة إلى يوم القيامة ؟؟!! لو سجلنا أسماء شيعة العراق في يومنا هذا لاحتجنا إلى مائة مجلد في أقل تقدير . فكيف لو سجلنا أسماء شيعة إيران والهند وباكستان وسورية ولبنان ودول الخليج وغيرها ؟ بل كم نحتاج لو سجلنا أسماء جميع الذين ماتوا من الشيعة وعلى مدى كل القرون التي مضت منذ ظهور التشيع ! الى عصرنا !
وكم نحتاج لتسجيل أسماء الشيعة في القرون القادمة إلى يوم القيامة ؟
وكم نحتاج لتسجيل أسماء خصومهم منذ ظهور صحيفة الناموس إلى يوم القيامة ؟! . لو أن البحر صار مداداً ومن ورائه سبعة أبحر ، لما كان كافياً لتسجيل هذا الكم الهائل من الأسماء .
ولو جمعنا كل الكومبيوترات والعقول الالكترونية بأحدث أنواعها لما استطاعت أن تستوعب هذا الرقم الخيالي ، بل التعجيزي من الأسماء .
إن عقول العامة من الناس لا يمكنها أن تقبل هذه الرواية وأمثالها فكيف يقبلها العقلاء ؟!
إن من المحال أنْ يقول الأئمة عليهم السلام مثل الكلام الذي لا يقبله عقل ولا منطق ، ولو اطلع عليه - أي على هذه الرواية - أعداؤنا لتكلموا بما يحلو لهم ، ولطعنوا بدين الإسلام ولتكلموا وتَنَدرّوا بما يشفي غيظ قلوبهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
3 - صحيفة العبيطة :
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : وأيم الله إن عندي لصحف كثيرة قطائع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأهل بيته وإن فيها لصحيفة يقال لها العبيطة ، وما ورد على العرب أشد منها ، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة ، مالها في دين الله من نصيب بحار الأنوار 27/37 .
إن هذه الرواية ليست مقبولة ولا معقولة ، فإذا كان هذا العدد من القبائل ليس فيها نصيب في دين الله فمعنى هذا أنه لا يوجد مسلم واحد له في دين الله نصيب .
ثم تخصيص القبائل العربية بهذا الحكم القاسي يُشَمُّ منه رائحة الشعوبية ، وسيأتي توضيح ذلك في فصل قادم .
4 - صحيفة ذؤابة السيف :
عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف .
قال أبو بصير : قال أبو عبدالله : فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة . بحار الأ نوار 26/56 .
قلت : وأين الأحرف الأخرى ؟ أَلا يُفْتَرَضُ أن تُخْرَجَ حتي يستفيد منها شيعة أهل البيت ؟ أم أنها ستبقى مكتومة حتى يقوم القائم ؟
5 - صحيفة علي ، وهي صحيفة أُخرى وُجِدَتْ فى ذؤابة السيف :
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : وُجِدَ في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة فإذا فيها مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إن أعتى الناس على الله يوم القيامة مَن قتل غير قاتله ، ومن ضرب غير ضاربه ، ومن تولى غير مواِليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه ، ومن أحدثَ حدثاً أو آوى مُحْدِثاً لم يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً . بحار الأنوار 27/65 ، 104/375 .
6 - الجفر : وهو نوعان : الجفر الأبيض والجفر الأحمر :
عن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبدالله يقول : إن عندي الجفر الأبيض .
قلت : أي شيء فيه ؟
قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام ... وعندي الجفر الأحمر .
قال : قلت : وأي شيء في الجفر الأحمر ؟
قال : السلاح ، وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل .
فقال له عبدالله بن أبي اليعفور : أصلحك الله ، أيعرف هذا بنو الحسن ؟
فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار ، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم . أصول الكافي 1/24 .
وقد سألت مولانا الراحل الإمام الخوئي عن الجفر الأحمر ، من الذي يفتحه ودم مَن الذي يُراق ؟
فقال : يفتحه صاحب الزمان عجل الله فرجه ، ويريقِ به دماء العامة النواصب - أهل السنة - فيمزقهم شذَرَ مَذَرَ ، ويجعل دماءَهم تجري كدجلة والفرات ، وَلَيَنْتَقِمَنَّ فى صَنَمَيّ قريش - يقصد أبا بكر وعمر - وابنتهيما - يقصد عائشة وحفصة - ومن نعتل - يقصد عثمان - ومن بني أمية والعباس فينبش قبورهم نبشاً .
قلت : إن قول الإمام الخوئي فيه إسراف إذ أن أهل البيت عليهم السلام ، أجل وأعظم من أن ينبشوا قبر ميت مضى على موته قرون طويلة .
إن الأئمة سلام الله عليهم كانوا يقابلون إساءة المسيء بالإحسان إليه والعفو والصفح عنه ، فلا يعقل أن ينبشوا قبور الأموات لينتقموا منهم ويقيموا عليهم الحدود فالميت لا يُقامُ عليه حد ، وأهل البيت سلام الله عليهم عُرفُوا بالوداعة والسماحة والطيب .
7 - مصحف فاطمة :
أ - عن علي بن سعيد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ( وعندنا مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله ، وإنه لإملاء رسول الله صلوات الله عليه وآله وخط علي عليه السلام بيده ) بحار الأَنوار 26/ 41 .
ب - وعن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام ( ... وَخَلَّفَتْ فاطمة مصحفاً ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها ، إملاء رسول الله صلى الله عليه وخط علي ) البحار 26/42 .
ج - عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله عليه السلام ( ... وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام ، أما والله ما فيه حرف من القرآن ولكنه إملاء رسول الله صلى الله عليه وخط علي ) البحار 26/48 .
قلت : إذا كان الكتاب من إملاء رسول الله صلوات الله عليه وخط علي ، فلم كتمه عن الأمة ؟ والله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله أن يبلغ كل ما أنزل إليه قال الله تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بَلَّغْتَ رسالته } ( المائدة : 67 ) .
فكيف يمكن لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن ؟ وكيف يمكن لأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم ؟!
8 - التوراة والإنجيل والزبور :
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسيريانية . انظر الحجة من الكافي 1/207 باب إن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله عز وجل ، وإنهم يعرفونها كلها على اختلاف ألسنتها .
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق