إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 2 مارس 2014

ســيــرة الـمـشـاهـير 7 لابيروز




ســيــرة الـمـشـاهـير 7

لابيروز


في فاتح غشت 1785، غادرت سفينتان

ضخمتان، ترفرف عليهما أعلام المملكة الفرنسية، مرفأ بريست، وقد امتلأ حوضاهما بالمواد الغذائية والأجهزة العلمية. وعلى متن السفنتين، كان هنالك ، بالإضافة إلى أفراد الطاقمين والعديد من الجنود، فلكيون وعلماء جغرافيا وعلماء طبيعة ذائعو الصيت.

كان جان فرنسوا دي غالوب، الكونت دي لابيروز، يتولى القيادة شخصيا على متن السفينة *لابوسول* (البوصلة). فيما اضطلع مساعدة، القبطان فليريودي لانغل، بمسؤولية قبادة *لاسطرولاب* (الأسطرلاب).

كان الكونت دي لابيروز La Perouse إذاك في الرابعة والأربعين من عمره (ولد سنة 1741). وكان قد أصبح ملاحا شهيرا، بعد أن جاب البحار طيلة خمس وعشرين سنة. وكلفه الملك لويس السادس عشر بقيادة بعثة هامة: وسيكون عليه، بمناسبة القيام بجولة حول العالم، أن يستكشف سواحل أمريكا الشمالية، وأن يتقدم بعد ذلك إلى الأمام، ليستكشف أيضا جزر *بحر الجنوب، العظيم*

وفي 9 أبريل 1786، بعد أن رست الفينتان، على التوالي، بمرافئ ماديرا وتينريفي (بجزر الكناري) وجزر الأنتيل، تجاوزتا رأس هورن، وبلغتا جزيرة باك. وقصى أعضاء البعثة أربعا وعشرين ساعة على ظهر اليابسة.

إثر ذلك، غادرت السفينتان ساحل الجزيرة، وتوجهتا نحو الشمال. وفي 29 ماي، وصلتا إلى واحدة من جزر سندويتش (جزر هاواي، حاليا)، لم يكن جيمس كوك قد حل بها. وقد استقبل سكان الجزيرة أعضاء البعثة بحفاوة كبيرة، وقدموا لهم كمية كبيرة من المواد الغذائية، مقابل مسامير وسواطير ومرايا...



مغامرة مأساوية

في فاتح يونيو من السنة نفسها ، أقلعت السفينتان في اتجاه سواحل الأسكا.

غادر الملاح الميناء الأسترالي، وكان في طريقه أسطول بريطاني تقل سفنه مجرمين وبعض سجناء الحق العام، متجهة بهم إلى سجن مستعمرة بورت جاكسون (بسيدني). وسلم لابيروز آخر رسائلة للقبطان فيليب. وهو يؤكد في رسالته المؤرخة بـ 7 فبراير 1788، عزمه على استكشاف الأرخبيلات التي كان قد اكتشفها كوكوبوغانفيل. ومذاك، لم ير أحد بعد الملاح ورفاقه. وفي شتنبر 1791، غادرت ميناء بريست بعثة يقودها الأميرال بروني دانتركاستو، بهدف البحث عن لابيروز. بعد ذلك بست وثلاثين سنة، كان القبطان الإنجليزي ديلون، يجوب البحر في نواحي تلك الجزيرة، وعثر على أشياء كثيرة، أكد ليسيبس (مبعوث لابيوز الثاني إلى فرنسا) انها كانت في سفينة *لاسطرلاب*. وفي السنة الموالية، توقف القبطان ديمون دورفيل بفانيكورو. وتمكن من تحديد المكان الذي توجد به بقايا سفينة فليريو دي لانغل، وعاد أيضا بأشياء عديدة - كانت في الفينتين - إلى باريس، بعد أن أقام بالجزيرة نصبا تذكاريا (يوم 14 مارس 1828).كتب عليه: *في ذكرى لابيروز ورفاقه*. وفي 1959، اكتشف غطاس من زيلاندة الجديدة يدعى ديسكومب، بقايا *لاسطرلاب* على عمق أربعة أمتار. وفي 1964، تمكن غطاسو مركب دتنكيرك من تحديد موقع حطام * لابوسول*، كما أنهم استخرجوا من عمق المياه أشياء عديدة تعود إلى سفينة لابيروز ... وأخيرا ، بدا أن حقيقة ماوقع قد تجلت : فالمفترض اليوم هو أن السفينتين انشدختا على شعب المرجان، وأن من المحتمل ان يكون ذلك قد وقع ليلا، وأنهما غرقتا، فغاصت *لابوسول* الى الأعماق فورا. بينما بقيت *لاسطرلاب* جاثمة على الحاجز المرجاني زمنا. اما البحارة الناجون من الغرق، فقد قتلهم الاهالي الآدمون... وبالفعل، تم العثور على عظامهم مدفونة تحت ركام من الصخور البركانية (توجد بداخل دغل كثيف)، في مكان يسمى *قبر مارا*.



يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق