إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 29 مارس 2014

144 المجد المنيف للقدس الشريف الشيخ عبد الله نجيب سالم المسـجد الأقصـى في قبضة الصليبيين سقـوط القـدس وأصداؤه الوضع الاجتماعي والأخلاق العامة:


144

المجد المنيف للقدس الشريف

الشيخ عبد الله نجيب سالم

المسـجد الأقصـى في قبضة الصليبيين

سقـوط القـدس وأصداؤه

الوضع الاجتماعي والأخلاق العامة:


وكذلك قُلْ عن الأخلاق العامة السائدة في ظل الصليبيين، فقد انحطت يومئذ إلى درجة لا تطاق... والضرائب والرسوم التي فرضت على السكان والمسافرين كانت باهظة، وما كان هناك نظام مالي ولا طرق منظمة لجباية تلك الضرائب والرسوم...

ولم تؤثر الحملة الصليبية على البلاد من حيث اللغة، إذ ظل سكانها عرباً ويتكلمون اللغة العربية.

وخلال الفترة التي حكم فيها ملوك الفرنجة بيت المقدس كان الحكم قائماً على أساس (الإقطاع)، وكان أمراء الإقطاع يتمتعون باستقلال شبه تام عن الملك الجالس على عرش القدس إلى الحد الذي كانوا يشنون فيه حروباً على بعضهم البعض ولا يقيمون للملك الحاكم وزناً ولا اعتباراً.

وينقل لنا الأمير المسلم (أسامة بن منقذ) الذي كانت له بحكم موقعه السياسي صلة بطرفي الصراع في القدس ـ الأيوبيين والصليبيين ـ تحت عنوان (مثل من جفاء أخلاقهم)، يقول: فكل من هو قريبُ العهد بالبلاد الإفرنجية أجفى أخلاقاً من الذين تبلدوا (أي سكنوا البلدان) وعاشروا المسلمين.

فمن جفاء أخلاقهم ـ قبحهم الله ـ أنني كنت إذا زرت البيت المقدس دخلت إلى المسجد الأقصى، وفي جانبه مسجد صغير قد جعله الإفرنج كنيسة، فكنت إذا دخلت المسجد الأقصى وفيه الداوية (فرسان الهيكل) وهم أصدقائي، يُخْلون لي المسجد الصغير أصلي فيه، فدخلته يوماً فكبرت في الصلاة، فهجم عليّ واحد من الإفرنج مَسَكَني ورد وجهي إلى الشرق وقال: كذا صَلِّ، فتبادر إليه قوم من الداوية أخذوه أخرجوه عني، وعدت أنا إلى الصلاة، فاغتفلهم وعاد فهجم عليّ ذلك بعينه، ورد وجهي إلى الشرق وقال: كذا صَلِّ. فعاد الداوية، دخلوا إليه وأخرجوه واعتذروا إليّ، وقالوا: هذا غريب وصل من بلاد الإفرنج في هذه الأيام، وما رأى من يصلي إلى غير الشرق. فقلت: حسبي من الصلاة، فخرجت، فكنت أعجب من ذلك الشيطان وتغير وجهه ورعدته، وما لحقه من نظر الصلاة إلى القبلة!!.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق