126
المجد المنيف للقدس الشريف
الشيخ عبد الله نجيب سالم
وصول الصليبيين إلى القدس واحتلالها
ـ مذابح يندى لها الجبين في القدس:
وكان سقوط القدس ودخول الصليبيين لها في ذلك اليوم مرعباً وفظيعاً في ذاته داخل البلدة المقدسة، وفي صداه ودويه في جميع بلاد المسلمين!!!
إذ لم يدخلوها دخول العابد الخاشع المعظم لحرماتها، ولا دخول الفاتح النبيل الذي لم تسكره نشوة الظفر، ولم يدخلوها دخول الملوك الذين إن قتلوا قرناءهم من القادة تجاوزوا عن السوقة والعامة واستبقوهم، وإن تلذذوا بمنظر إذلال المقاتلين وقهرهم رقّوا لمنظر النساء والأطفال والشيوخ وعجزهم...
يقول الأستاذ عارف باشا العارف في كتابه تاريخ القدس: وما كادوا يدخلونها حتى حكموا على كل مسلم بقي فيها بالموت، فقتلوا سبعين ألفاً، ولم يُجْدِ المسلمين توسلهم ولا التجاؤهم إلى المسجد الأقصى، ولم يختلف اثنان من المؤرخين لا من الفرنجة ولا من المسلمين في استفظاع المنكرات التي اقترفها الصليبيون، تلك المنكرات التي أقل ما قيل فيها: إنه يندى لها جبين الدهر، وإنها مناقضة لتعاليم السيد المسيح الذي زعموا أنهم إنما جاؤوا لنصرته...
وأرسل الصليبيون بعد انتهائهم من هذه المجزرة البشرية إلى البابا رسالة أخبروه فيها بما جرى قائلين له: إن القدس فتحت على أيديهم، وإنهم قتلوا عدداً لا يحصى من المسلمين، وإن خيولهم في إيوان سليمان كانت تخوض في بحر من دماء المسلمين حتى ركبها...
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق