116
المجد المنيف للقدس الشريف
الشيخ عبد الله نجيب سالم
الأحوال السياسية عند بداية دخول الصليبيين للمشرق
ـ العودة إلى أنطاكية:
وكان أخطر بلد أخذه الصليبيون في طريقهم إلى القدس مما يلي البلاد الشامية بلدة (أنطاكية) إذ كانت مفتاح بلاد الشام، وأول الأرض من بلاد الروم، وهي من أحصن المدن وأمنعها.
فعادوا إليها بعد المعرة، وكان واليها الأمير شعبان من السلاجقة فدافع عنها ما استطاع ضد هجوم الصليبيين الهائجين الذين أسلموا أمرهم إلى قائدهم الشرس صنجيل، واستمر الحصار فترة قصيرة استطاع خلالها صنجيل أمير الفرنجة أن يشتري ذمة رجل من أنطاكية ذو سطوة يقال له فيروز، يل يقول أبو يعلى بن القلانيسي: إن قوماً من أهل أنطاكية عملوا عليها ـ أي خانوا وتآمروا ـ وواطأوا الفرنجة على تسليمها إليهم، ووجدوا الفرصة في برج من الأبراج التي للبلد مما يلي الجبل فباعوهم إياه وفتحوا لهم في الليل طريقاً إليه.
فصعدوا إليه متسللين، حتى إذا كان وقت السحر صاحوا وزعقوا، وانطلقوا في المدينة، فوضعوا السيف فهرب شعبان وقتل من معه، وترك أهله وأمواله وأولاده بها. فلما بعد عن البلد ندم على ذلك، فنزل فحثا التراب على رأسه وبكى ولطم، وتفرق عنه أصحابه وبقي وحده، فمر به رجل أرمني حطاب فعرفه فقتله وحمل رأسه إلى صنجيل.
وقد قتل في أنطاكية بعد سقوطها بيد الفرنج من أهلها كثير جداً، وسبي من الرجال والنساء ما لا يدركه حصر، وهرب إلى القلعة قدر ثلاثة آلاف فتحصنوا بها.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق