407
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
واما مادة تعيين الخراج فكل دولة لا بد ان تكون محتاجة إلى العساكر وسائر المصاريف المقتضية للمحافظة على ممالكها وهذا لا تتيسر ادارته الا بالنقود والنقود لا تتحصل الا من الخراج فلا غرو ان النظر إلى تحسين هذه المادة من اهم الامور
هذا ولو ان اهالي ممالكنا المحروسة تخلصوا لله الحمد قبل الآن من بلوى اليد الواحدة التي كانت متسلطة على الايرادات الوهمية لكن اصول الالتزامات المضرة المعتبرة من ضمن اسباب الخراب التي لم يظهر منها ثمرة نافعة في أي حال لم تزل جارية للآن وهذا يعد كتسليم مصالح المملكة السياسية وادارتها المالية ليد رجل وبالاحرى ان نقول بوضعها تحت قهره وجبره فانه ان لم يكن رجلا امينا لا شك انه ينظر إلى فائدته الشخصية وتكون كل حركاته وسكناته عبارة عن غدر وظلم فيلزم بعد الآن تعيين خراج مناسب على قدر اقتدار واملاك كل فرد من افراد اهالي المملكة ولا يؤخذ شيء زيادة عن المقرر من احد ما وتحديد وبيان سائر مصرف عساكر دولتنا العلية البرية والبحرية وكل لوازماتهم بموجب قوانين ايجابية والاجراء بمقتضاها
واما مسألة الجندية فلكونها من المواد المهمة حسب ما ذكر ومع كونه مفروضا على ذمة الاهالي تقديم العساكر اللازمة للمحافظة على الوطن لكن الجاري للآن هو عدم النظر والالتفات إلى عدد النفوس الموجودة بالبلدة بل يطلب من بعض البلدان زيادة عن تحملها ومن البعض الآخر انقص مما تتحمل وهذا فضلا عما فيه من عدم النظام فانه موجب لاختلال موارد منافع الزراعة والتجارة واستخدام العساكر إلى نهاية العمر امر مستلزم لقطع التناسل فعلى تقدير طلب انفار عسكرية من كل بلد يلزم وضع وتأسيس اصول مستحسن لاستخدام العساكر اربع او خمس سنوات بطريق المناوبة والحاصل انه بدون تدوين هذه القوانين النظامية لا يمكن حصول القوة والعمار والراحة فان اساس جميع ذلك هو عبارة عن المواد المشروحة ولا يجوز بعد الآن اعدام وتسميم ارباب الجنح جهارا او خفية بدون ان تنظر دعاويهم علنا بكل دقة بمقتضى القوانين الشرعية ولا يجوز مطلقا تسلط احد على عرض وناموس آخر وكل انسان يكون مالكا لماله وملكه ومتصرفا فيهما بكمال الحرية ولا يمكن ان يتدخل في اموره شخص آخر و إذا فرض ورفعت تهمة على
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق