إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

502 تاريخ الدولة العلية العثمانية للأستاذ فريد بك المحامي



502

تاريخ الدولة العلية العثمانية

للأستاذ فريد بك المحامي

وفي الساعة الثالثة صباحا ذهب السلطان مراد في عربة بين صفوف الاهالي إلى سراي بشكطاش حيث استمرت المبايعة ثلاثة ايام متوالية وفاة السلطان عبد العزيز
ولقد اختلفت الاقوال في كيفية موت هذا السلطان وكثرت الروايات عن ذلك فمن قائل انه قتل نفسه لعدم انتظام قواه العقلية بعد خلعه ومن قائل ان الذين تآمروا على خلعه ارتكبوا هذا الامر الفظيع فقتلوه خيفة ان يسعى في الرجوع إلى منصة الاحكام اما الحقيقة فمغمضة نترك كشف الستار عنها لمن يأتي بعدنا ونكتفي بذكر الرواية التي تناقلتها الالسن والجرائد في ذلك الحين
وذلك انه شاع او اشاع ارباب الغايات ان قد اصابته رحمه الله امراض دماغية يوم خلعه فاضطربت احواله وكان يتخيل ان البواخر الراسية في البوغاز تطلق النار على العدو فزاده ذلك قلقا ولم يستطع الرقاد في ليلة الاحد التالية لعزله فلما اصبح الصباح ذهب إلى الحمام كعادته ثم إلى البستان ثم رجع إلى حجرته وصار يأمر بفتح الشبابيك والابواب ثم يخرج إلى البستان ويعود ثم يخرج ثانيا كأن الدنيا ضاقت امامه برحبها ثم حاول الخروج إلى شاطئ البحر فرآه الضابط الذي كان يحرس الباب فقال له بلطف لا اذن بالخروج ياسيدي فهدده بغدارة كانت في يده ثم دخل ويقال ان هذه الحادثة كانت سببا في ازدياد اعراض الخلل واستشهد اصحاب هذا الرأي ببعض خدامه وحجابه فقالوا انه رحمه الله كان يتوهم ان عدوا هاجم عليه وانه يجب على العساكر ان تمانعه وتطارده وعلى البواخر ان توجه نيرانها على هذا العدو المفاجئ
واخيرا طلب من احدى الجواري مقصا ومرآة ليقص اطراف لحيته كما كانت عادته فاحضرتهما له من والدته وانصرفت ثم رأى والدته تنظره من وراء فغضب وامرها بالانصراف وبعد ذلك حضر احد اعوانه فأخذ يحادثه في مسألة مهاجمة العدو التي كان يتخيلها وفي اثناء الحديث اخذ المقص وقطع به عرقا من ذراعه الايمن فحاول العون منعه ولما لم يتمكن ذهب واخبر والدته ولما خرج العون قفل السلطان الشبابيك والابواب وقطع عرق ذراعه الايسر واضطجع

يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق