530
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
تخت سلطنة العثمانية ينبغي ان تطلبوا مواجهته وتبلغوه على وفق مراد الدولة خلاصة تقرير مستر بارنغ وتذكروا له اسماء شوكت باشا وحافظ باشا وطوسون بك واحمد اغا وغيرهم من المامورين الذين صرح باعمالهم المنكرة واطلبوا باسم الملكة ودولتها التعويض والعدالة والحوا ببناءما هدم من الكنائس والبيوت وباسداء المساعدة اللازمة لاعادة الاعمال والاشغال ولاغاثة الذين حاق بهم الفقر واذكروا على الخصوص انه لا بد من البحث عن الثمانين امرأة واعادتهن إلى اهلهن وكذلك الحوا باجراء عبرة على الذين اشتركوا في تلك الافعال الشنيعة او تساهلوا فيها وينبغي ان يمتحن اولئك الذين اعطوا نياشين ورتبا لاوهام باطلة في حقيقة سلوكهم وتصرفهم ويجردوا عن منزلتهم ان كان ذلك لم يقع فعلا ويبذل السعي البليغ في اعادة الثقة والامن ولهذه الغاية يظهر من الصواب ان تلك الجهات التي جرى فيها الهرج والمرج تجعل تحت مامور ذي همة واقدام يعين لهذا الخصوص فاذا لم يكن من النصارى يلزم ان يكون معه مشيرون منهم بحيث تركن اليهم النصارى وتثق بهم وهذا الامر يكون مؤقتا من دون ان يكون مانعا لما تتفق عليه الدول في المستقبل واذكروا ايضا بكلام اكيد بليغ تهامل المامورين في تلك الجهات وعدم الكفاية من استقصاء اديب افندي ومن تقريره الذي ابلغ إلى الدول ابلاغا رسميا اذ لا يعتمد عليه ومن اجل ان يكون طلبكم مفهوما اتركوا مع الصدر الاعظم عند انتهاء محاورتكم معه تذكره هذه الملاحظات التي فوضت اليكم بامر الملكة لتعرضوها على مسامع السلطان الامضاء دربي
فليتأمل القارئ إلى نسبة التوحش للدولة التي لم تأت غير ما تأتيه غيرها من الدول لو حصلت بها ثورة داخلية مع ان الروسيا ارتكبت وما زالت إلى الآن ترتكب مع يهود بلادها ما لم يسمع به ايام تيمورلنك من الطرد والنهب والمصادرة وكذلك مع اهالي بولونيا وليتذكر المطالع ما فعلته فرنسا في الجزائر والنمسا والروسيا معا في بلاد المجر سنة 1848 وما فعلته انكلترا نفسها في ايرلاندا ويحكم بعد ذلك بان دعوى دول اوروبا بنشر الحرية والمدافعة عنها حقيقة بالاعتبار او انها مجرد شباك لا تقصد بها الا التدخل في الشرق والتهامه قطعة بعد اخرى
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق