553
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
بالنيران من الخلف فصار العثمانيون بين نارين وبعد ان دافعوا عن انفسهم دفاعا شهد الاعداء بانه من خوارق الامور التزموا برفع الراية البيضاء علامة على التسليم فاوقف الروس اطلاق النيران وتقدم اللواء توفيق باشا رئيس اركان حرب الجيش العثماني القائد له عثمان باشا وطلب مقابلة القائد العام الروسي ولما قابله سأله عما إذا كان معه اذن بالكتابة من عثمان باشا يجيز له الاتفاق على التسليم فاجابه ان عثمان باشا جريح ويود لو اتى اليه احد قواد الروس للاتفاق معه فقبل القائد جانتسكي ذلك وارسل الجنرال استروكوف فتوجه هذا الجنرال إلى عثمان باشا في البيت الذي كان دخل فيه للاستراحة وقال له بعد التحية ان القائد الذي ارسله لا يمكنه ان يمنحه أي شرط ولا ان يقبل التسليم الا إذا القى العثمانيون اسلحتهم لعدم وجود اوامر عنده من القائد العام الغراندوك نيقولا اخي القيصر ولما اجابه عثمان باشا بالايجاب عاد الجنرال استروكوف إلى مرسله واخبره بذلك فاتى إلى مقر عثمان باشا وبعد ان هنأه على ما اتاه من الاعمال التي تشهد له بعلو المكانة وتخلد له اسما في التاريخ طلب اوامره إلى جيوشه بالقاء السلاح فامر بذلك ثم سلم سيفه
وبعد ذلك اتى اليه بعربة فركبها قاصدا مدينة بلفنه وفي اثناء سيره قابله الغراندوك نيقولا ومعه البرنس شارل امير رومانيا فاوقف العربة وسلما عليه مصافحة وفي صبيحة اليوم الثاني توجه عثمان باشا الغازي متكئا على طبيبه الخاص إلى المحل الذي نزل به القيصر اسكندر الثاني بعد دخوله مدينة بلفنه لمقابلته وعندما دخل على الامبراطور قام اجلالا له وسلم عليه واظهر له اعجابه من دفاعه ومحاولته الخروج من بين صفوف المدافع المحيطة به ثم قال له اني ارد اليك سيفك علامة على احترامي لك واكباري لجاعتك واجيز لك ان تحمله في بلادي وعند انصرافه سلم اليه الجنرال ماجور استين سيفه ثم عاد إلى منزله وفي 16 دسمبر انزل في قطار مخصوص إلى مدينة كركوف حيث امر بالاقامة إلى انتهاء الحرب ولنذكر هنا اظهارا لفضل عثمان باشا وجيوشه ان عدد من كان معه لا يزيد عن خمسين الفا ولم يكن معهم من
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق