549
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
الاعمال الحربية
ان ما حصل بين الجيوش العثمانية وعساكر الروسيا من الوقائع الحربية لم يزل مسطورا في ذهن القراء لقرب عهده فان جميعنا يعلم ما اتاه الغازي عثمان باشا عندما حصرته جنود الروسيا في مدينة بلفنه من الاعمال التي شهد له بها العدو قبل الصديق وما اتاه الغازي أحمد مختار باشا في جهات قارص وارضروم ولذلك كان يمكننا ان نضرب صفحا عن تفصيل هذه الوقائع بدون اخلال بموضوع هذا الكتاب لكن آثرنا تتميما للفائدة ان نأتي على تلخيصها بغاية الايجاز فنقول
انه قبل اعلان الحرب رسميا باربع وعشرين ساعة اجتازت عساكر الروسيا خلافا لاصول الحرب تخوم رومانيا قاصدة بلاد الدولة العلية التي يفصلها عن رومانيا نهر الدانوب فاحتجت الدولة ضد تحالف رومانيا مع الروسيا مع انها لم تزل صاحبة السيادة عليها ولكن اين المجيب والكل يد واحدة ولما لم تجد الدولة من اوروبا اذنا مصغية ارادت معاقبة رومانيا على هذه الخيانة فارسلت بعض سفنها الحربية في الطونة لاطلاق قنابلها على سواحلها فكان هذا الجزاء حاملا لها على التظاهر بالعدوان والمناداة بالاستقلال في 4 ا مايو سنة 1877 والاشتراك فعلا مع الروسيا في الحرب وانضمام جيشها البالغ ستين الف جندي تقريبا إلى الجيش الروسي
هذا ومن تامل في خريطة الدولة العلية يرى انه يفصلها عن الروسيا ورومانيا حاجزان طبيعيان اهم من الحواجز والمعاقل الصناعية وهما نهر الدانوب وجبال البلقان فلو اجتيز الاول امكن جيوش الدولة التحصن في الثاني ولذلك كانت الحرب اولا على شاطئ الدانوب وبعد عدة وقائع حربية ومناورات عسكرية اجتاز الجنرال زمرمان الطونه في 22 يونيه
وفي 27 منه عبر الجيش الروسي باجمعه النهر وقصد مدينة ترنوه فاحتلها وفي اواسط يوليو احتل البارون دي كرودر مدينة نيكوبلي واحتل الجنرال
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق