543
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
وبعد اطلاع الباب العالي على ذلك تاسف جدا على انه راى ان الدول العظام لم تر من الواجب ان تشترك الدولة العلية في المذكرات التي تثار فيها المسائل المهمة المتعلقة بالدولة مع ان المراعاة التي ابدتها الدولة في جميع الاحوال لنصائح الدول والتكفل الذي قرن مصالحها بمصالحهم واصول الانصاف التي لا نزاع فيها والتعهد الخطير الشان تحمل الدولة على ان تظن انه كان من اللازم ان الدول تدعوها إلى هذا العمل المراد به ان اجراء الصلح في الشرق والاتفاق العام يبنيان على اساس راسخ عادل وحيث جرى الامر على خلاف المامول رأى الباب العالي انه من الواجب عليه ان يعارض فيه وان يبين ما عسى ان يحدث منه في المستقبل من المحدور ولو ان الدول امعنت النظر فيما اعترض من الخطر ومن تغيير الحال بعد انعقاد المؤتمر في استانبول لامكن الوصول إلى هذا الاتفاق المروم اما في اثناء انعقاد المؤتمر فان الباب العالي كان معتمدا على القانون الاساسي وفي الاصل كونستيتوسيون الذي تفضل به سلطاننا المعظم متكفلا بتحقيق اصلاح عام لم يعهد له نظير منذ ابتداء الدولة السلطانية فرأى انه من الواجب عليه ان ينكر الطلب المشط في تمييز بعض الولايات بالاصلاح دون غيرها وينبذ ايضا كل ما من شأنه ان يجحف باستقلال الدولة العلية وبسلامة ممالكها وهذا عين ما اعلنته دولة انكلترا وقبلته سائر الدول فان هذا الاعلان بني على استقلال الدولة وعلى ان يكون في بعض الولايات تنظيمات تتكفل بمنع سوء الادارة من قبل المأمورين وقصرهم عن التصرف المطلق فهذه التنظيمات المطلوبة محققة فعلا في المنهاج السياسي الجديد الذي انشئ في الممالك من دون فرق في لغات اهلها ولا في مذاهبهم ثم عقد مجلس المشورة العثماني في الاستانة فاجتمعت فيه اعضاؤه بانتخاب جرى على وجه الاختيار والحرية فان كان احد يعارض في طريقة هذا الاصلاح الذي لقرب عهده يظن تأخير الثمرة المطلوبة منه يقال له ان هذه المعارضة هي ضد ما رامته الدول من الاصلاح اما التامين في داخل المملكة فان الصلح استقر بين الباب العالي والصرب وما زالت المفاوضة جارية مع وفد الجبل الاسود وفيها اظهر لهم الباب العالي مساهلة عظيمة وفي خلال ذلك طرأ من سوء البخت امر جديد وهو مبالغة دولة الروسيا في تجهيز عساكرها فاوجب ذلك على الباب العالي ان يستعد لدفع الخطر عنه مع ان اقصى مرامه ان يتشبث بالوسائل المؤدية إلى السلم والسلامة
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق