406
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
فرمان الكلخانة
لايخفى على عموم الناس ان دولتنا العلية من مبدأ ظهورها وهي جارية على رعاية الاحكام القرآنية الجليلة والقوانين الشرعية المنيفة بتمامها ولذا كانت قوة ومكانة سلطتنا السنية ورفاهية وعمارية اهاليها وصلت حد الغاية وقد انعكس الامر منذ مائة وخمسين سنة بسبب عدم الانقياد والامتثال للشرع الشريف ولا للقوانين المنيفة بناء على طروء الكوارث المتعاقبة والاسباب المتنوعة فتبدلت قوتها بالضعف وثروتها بالفقر وبما ان الممالك التي لا تكون ادارتها بحسب القوانين الشرعية لا يمكن ان تكون ثابتة كانت افكارنا الخيرية الملوكية منحصرة في اعمار الممالك واتحاد ورفاهية الاهالي والفقراء من يوم جلوسنا السعيد وصار التشبث في الاسباب اللازمة بالنظر إلى مواقع ممالك دولتنا العلية الجغرافية ولاراضيها الخصبة ولاستعداد وقابلية اهاليها لتحصل بمشيئة الله تعالى الفائدة المقصودة في ظرف خمس او عشر سنين واعتمادا على المعونة الالهية واستنادا على الامدادات الروحانية النبوية قد رؤي من الآن فصاعدا اهمية لزوم وضع وتأسيس قوانين جديدة تتحسن بها ادارة ممالك دولتنا العلية المحروسة والمواد الاساسية لهذه القوانين هي عبارة عن الامن على الارواح وحفظ العرض والناموس والمال وتعيين الخراج وهيئة طلب العساكر للخدمة ومدة استخدامهم لانه لا يوجد في الدنيا اعز من الروح والعرض والناموس والمال فلو رأى انسان ان هؤلاء مهددون وكانت خلقته الذاتية وفطرته الاصلية لا تميل إلى ارتكاب الخيانة فوقاية لحفظ روحه وناموسه لا بد ان يتشبث في بعض اجراءآت للتخلص منها وهذا الامر لا يخفى انه مضر بالدولة والملة كما انه إذا كان امينا على ماله وناموسه لا يحيد عن طريق الاستقامة وتنحصر افكاره واشغاله في القيام بواجب الخدمة لدولته وملته وكما انه في حال فقدان الامن على المال لا يميل الشخص إلى دولته وملته ولا ينظر للانتفاع باملاكه بل كما انه لا يخلو دائما من الفكر والاضطراب فلو قدر العكس اعني لو كان الانسان آمنا على ماله واملاكه فلا شك انه يشتغل باموره وتوسيع دائرة تعيشه وتتولد يوما فيوما عنده الغيرة على الدولة والمملكة وتزداد محبته للوطن وبهذا يجتهد في تحسين حاله
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق