177
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
موت زابولي ملك المجر وسفر السلطان إلى بود لمحاربة النمساويين
لهذه الغاية المشؤمة حتى هداه شيطان عقله وابليس سريرته إلى ان يكتب لبايزيد يقول له ان سليما منهمك في الشهوات ولا يليق ان يخلف والده ومع ذلك فوالده مصمم على استخلافه مع عدم اهليته للملك وعدم استعداده للخلافة فتبادلت بينهما المكاتبات بشان ذلك واخيرا كتب بايزيد إلى اخيه سليم خطابا به بعض عبارات تمس كرامة والدهما فارسل سليم الخطاب لابيه ولما اطلع السلطان سليمان على هذا الخطاب غضب غضبا شديدا وكتب لبايزيد يوبخه على ما اتاه ويامره بالانتقال من قونيه التي كان معينا واليا عليها إلى مدينة اماسيا فخشي بايزيد ان يكون قصد ابيه الغدر به وامتنع عن التوجه إلى اماسيا وجمع جيشا يبلغ عدده عشرين الف نسمة واظهر التمرد فارسل اليه ابوه الوزير محمد باشا الملقب بصقللي لمحاربته فتقابل الجيشان بقرب قونيه واستمر القتال يومي 30 و 31 مايو سنة 1561 واخيرا هزم بايزيد وتقهقر إلى اماسيا ومنها إلى بلاد العجم حيث التجأ هو واولاده إلى الشاه طهماسب فقابله واظهر له الاخلاص والاستعداد لحمايته لكنه كاتب السلطان سليمان وابنه سليما سرا على تسليم بايزيد واولاده اليهما مع انهم احتموا بحماه ولم يرع ذمتهم بل خانهم وسلمهم إلى رسل السلطان فقتلوهم جميعا وهم بايزيد واولاده الاربعة اورخان ومحمود وعبد الله وعثمان في مدينة قزوين ببلاد العجم في 15 محرم سنة 969 25 سبتمبر سنة 1561 ونقلت جثتهم إلى مدينة سيواس حيث واروها الثرى وكان لبايزيد ابن صغير في مدينة بورصه فخنق ايضا ودفن في جانب والده واخوته
هذا اما من جهة المجر فلم تنقطع الحروب بينها وبين الدولة العلية وكذلك المخابرات كانت غير منقطعة للوصول إلى الصلح ولا حاجة لنا في تفصيل الوقائع التي حصلت بين الجيشين لعدم وجود فائدة في ذلك سوى ملال المطالع بل نكتفي
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
____________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق