إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 8 فبراير 2015

2800 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من البداية - 227 القسم الأولى المجلد السادس من تاريخ العلامة ابن خلدون الخبر عن قاسم بن مرا من الكعوب القائم بالسنة في سليم ومال أمره وتصاريف أحواله:


2800

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من البداية - 227

القسم الأولى

المجلد السادس

من تاريخ العلامة ابن خلدون


الخبر عن قاسم بن مرا من الكعوب القائم بالسنة في سليم

ومال أمره وتصاريف أحواله:

كان هذا الرجل من الكعوب من أولاد أحمد بن كعب منهم، وهو قاسم بن مرا بن أحمد. نشأ بينهم ناسكأ منتحلاً للعبادة. ولقي بالقيروان شيخ الصلحاء بعصره أبا يوسف الدهماني. وأخذ عنه ولزمه. ثم خرج إلى قومه مقتفيأ طريقة شيخه في التزام الورع والأخذ بالسنة ما استطاع. ورأى ما العرب عليه من إفساد السابلة والخروج عن الجادة،

فأخذ نفسه بتغيير المنكر فيهم وإقامة السنة لهم، ودعا إلى ذلك عشيره من أولاد أحمد، وأن يقاتلوا معه على ذلك. فأشار عليه أولاد أبي الليل منهم وكانوا عيبة له تنصح له أن ينكف عن طلب ذلك من قومه، مخافة أن يلحوا في عداوته فيفسد أمره. ودفعوه إلى مطالبة غيرهم من سليم وسائر الناس بذلك، وأنهم منعة له ممن يرومه خاصة، فجمع إليه أوباشا من البادية تبعوه على شأنه والتزموا طريقته والمرابطة معه، وكانوا يسفون بالجنادة.

وبدأ بالدعاء إلى إصلاح السابلة بالقيروان وما إليها من بلاد الساحل، وتتبع المحاربين بقتل من يعثر عليه منهم بالطرق وغزو المشاهير منهم في بيوتهم واستباحة أموالهم ودمائهم حتى شردهم كل مشرد. وعلت بذلك كلمته على آل حصن وصلحت السابلة بأفريقية ما بين تونس والقيروان وبلاد الجريد وطار له ذكر نفسه عليه قومه، وأجمع عداوته واغتياره بنو مهلهل قاسم بن أحمد، وتنصحوا ببعض ذلك للسلطان بتونس الأمير أبى حفص، وأن دعوة هذا الرجل قادحة في أمر الجماعة والدولة، فأغضى لهم عن ذلك، وتركهم وشأنهم، فخرجوا من عنده مجمعين على قتله،

ودعوه في بعض أيامهم إلى المشاورة معه على عادة العرب، ووقفوا معه بساحة حيهم؛ ثم خلصوا معه نجياً، وطعنه من خلفه محمد بن مهلهل الملقب بأبي عذبتين فخر صريعأ لليدين والفم. وامتعض له أولاد أبي الليل، وطلبوا بدمه فافترقت أحياء بني كعب من يومئذ بعد أن كانت جميعاً. وقام بأمره من بعده إبنه رافع على مثل طريقته إلى أن هلك في طلب الأمرعلى يد بعض رجالات آل حصن سنة ست وسبعمائة.



ولم يزل بنوأبي  الليل على الطلب بثأر قاسم بن مرا إلى أن ظهر فيهم حمزة ومولاهم إبنا عمر بن أبي الليل، وصارت إليهم الرياسة على أحيائهم. واتفق بعض الأيام اجتماع أولال مهلهل بن قاسم في سيدي حمزة، ومولاهم في مشاتيهم بالقفر، فأجمع اغتيالهم وقتلهم عن آخرهم بثأر ابن عمهما قاسم بن مرا، ولم يفلت منهم إلا طالب بن مهلهل لم يحضر معهم. وعظمت الفتنة من يومئذ بين هذين الحيين وانقسمت عليهم أحياء بني سليم، وصاروا يتعاقبون في الخلاف والطاعة على الدولة وهم على ذلك لهذا العهد، والرياسة في بني مهلهل اليوم لمحمد بن طالب بن مهلهل وأخيه يحيى، والله وارث الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق