[ 50 ]
تاريخ الطبري ج 1
دونهما وأهل سرادقات العرش وحملة العرش من فوقهما فيبكون لبكائهما مع ما يخالطهم من خوف الموت وخوف يوم القيامة قال فبينا الناس ينتظرون طلوعهما من المشرق إذا هما قد طلعا خلف أقفيتهم من الغرب أسودين مكورين كالغرابين ولا ضوء للشمس ولا نور للقمر مثلهما في كسوفهما قبل ذلك فيتصايح أهل الدنيا وتذهل الامهات عن أولادها والاحبة عن ثمرة قلوبها فتشتغل كل نفس بما أتاها قال فأما الصالحون والابرار فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب ذلك لهم عبادة وأما الفاسقون والفجار فإنه لا ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب ذلك عليهم خسارة قال فيرتفعان مثل البعيرين القرينين ينازع كل واحد منهما صاحبه استباقا حتى إذا بلغا سرة السماء وهو منصفها أتاها جبرائيل فأخذ بقرونهما ثم ردهما إلى المغرب فلا يغربهما في مغاربهما من تلك العيون ولكن يغربهما في باب التوبة فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنا وأهلي فداؤك يا رسول الله فما باب التوبة قال يا عمر خلق الله عزوجل بابا للتوبة خلف المغرب له مصراعين من ذهب مكللا بالدر والجوهر ما بين المصراع إلى المصراع الآخر مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع الشمس والقمر من مغاربهما ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى صبيحة تلك الليلة إلا ولجت تلك التوبة في ذلك البا ثم ترفع إلى الله عزوجل قال معاذ بن جبل بأبى أنت وأمى يا رسول الله وما التوبة النصوح قال أن يندم المذنب على الذنب الذى أصابه فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع قال فيرد جبرائيل المصراعين فيلام بينهما ويصيرهما كأنه لم يكن فيما بينهما صدع قط فإذا غلق باب التوبة لم يقبل بعد ذلك توبة ولم ينفع بعد ذلك حسنة يعملها في الاسلام إلا من كان قبل ذلك محسنا فإنه يجرى لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجرى قبل ذلك قال فذلك قوله عزوجل (يوم ياتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) قال أبى بن كعب بأبى أنت وأمى يا رسول الله فكيف بالشمس
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق