إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 فبراير 2015

[ 60 ] تاريخ الطبري ج 1


[ 60 ]

تاريخ الطبري ج 1



(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فبعث الله تعالى عند ذلك نارا فأحرقتهم قالوا فلما رأى ابليس ما نزل بقومه من العذاب عرج إلى السماء فأقام عند الملائكة يعبد الله في السماء مجتهدا لم يعبده شئ من خلقه مثل عبادته فلم يزل مجتهدا في العبادة حتى خلق الله آدم فكان من أمره ومعصيته ربه ما كان وكان مما حدث في أيام سلطانه وملكه خلق الله تعالى ذكره أبانا آدم أبا البشر وذلك لما أراد جل جلاله أن يطلع ملائكته على ما قد علم من انطواء ابليس على الكبر ولم يعلمه الملائكة وأراد إظهار أمره لهم حين دنا أمره للبوار وملكه وسلطانه للزوال فقال عز ذكره لما أراد ذلك للملائكة " إنى جاعل في الارض خليفة " فأجابوه بأن قالوا " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فروى عن ابن عباس أن الملائكة قالت ذلك كذلك للذى قد كانوا عهدوا من أمر الجن الذين كانوا سكان الارض قبل ذلك فقالوا لربهم جل ثناؤه لما قال لهم " انى جاعل في الارض خليفة ": أتجعل فيها من يكون فيها مثل الجن الذين كانوا فيها فكانوا يسفكون فيها الدماء ويفسدون فيها ويعصونك ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فقال الرب تعالى ذكره لهم " إنى أعلم ما لا تعلمون " يقول أعلم ما لا تعلمون من انطواء ابليس على التكبر وعزمه على خلافه أمرى وتسويل نفسه له الباطل واغتراره وأنا مبد ذلك لكم منه لتروا ذلك منه عيانا * وقيل أقوال كثيرة في ذلك قد حكينا منها جملا في كتابنا المسمى " جامع البيان عن تأويل آى القرآن " فكرهنا إطالة الكتاب بذكر ذلك في هذا الموضع. فلما أراد الله عزوجل أن يخلق آدم عليه السلام أمر بتربته أن تؤخذ من الارض كما حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشر بن عمارة عن أبى روق عن الضحاك عن ابن عباس قال ثم أمر - يعنى الرب تبارك وتعالى - بتربة آدم فرفعت فخلق الله آدم من طين لازب واللازب اللزج الطيب من حمإ مسنون منتن قال وإنما كان حمئا مسنونا بعد التراب قال فخلق منه آدم بيده * حدثنى موسى بن هارون 

يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق