[ 18 ]
تاريخ الطبري ج 1
الاخبار التى ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن ذكرناها عنه أن الله عزوجل خلق السموات والارض قبل خلقه الزمان والايام والليالي وقبل الشمس والقمر والله أعلم القول في الابانة عن فناء الزمان والليل والنهار وأن لا شئ يبقى غير الله تعالى ذكره والدلالة على صحة ذلك قول الله تعالى ذكره (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) وقوله تعالى (لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه) فان كان كل شئ هالك غير وجهه كما قال عزوجل وكان الليل والنهار ظلمة أو نورا خلقهما لمصالح خلقه فلا شك أنهما فانيان هالكان كما أخبر جل ثناؤه وكما قال عزوجل (إذ الشمس كورت) يعنى بذلك أنها عميت فذهب ضرؤها وذلك عند قيام الساعة وهذا ما لا يحتاج إلى الاكثار فيه إذ كان مما يدين بالاقرار به جميع أهل التوحيد من أهل الاسلام وأهل التوراة والانجيل والمجوس وإنما ينكره قوم من غير أهل التوحيد لم نقصد بهذا الكتاب قصد الابانة عن خطا قولهم وكل الذى ذكرنا عنهم أنهم مقرون بفناء جميع العالم حتى لا يبقى غير القديم الواحد مقرون بأن الله عزوجل محييهم بعد فنائهم وباعثهم بعد هلاكهم خلا قوم من عبد ة الاوثان فانهم يقرون بالفناء وينكرون البعث. القول في الدلالة على أن الله عزوجل القديم الاول قبل كل شئ وأنه هو المحدث كل شئ بقدرته تعالى ذكره فمن الدلالة على ذلك أن لا شئ في العالم مشاهد إلا جسم أو قائم بجسم وأنه لا جسم الا مفترق أو مجتمع وأنه لا مفترق منه إلا وهو موهوم فيه الائتلاف إلى غيره من اشكاله ولا مجتمع منه الا وهو موهوم فيه الافتراق وأنه متى عدم أحدهما عدم الآخر معه وأنه إذا اجتمع الجزآن منه بعد الافتراق فمعلوم أن اجتماعهما حادث فيهما بعد أن لم يكن وأن الافتراق إذا حدث فيهما بعد الاجتماع
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
---------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق