[ 24 ]
تاريخ الطبري ج 1
قد فرغ منه، وكذلك قول ابن اسحاق الذى ذكرناه عنه معناه أن الله خلق النور والظلمة بعد خلقه عرشه والماء الذى عليه عرشه وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رويناه عنه أولى قول في ذلك بالصواب لانه كان أعلم قائل في ذلك قولا يحقيقته وصحته وقد روينا عنه عليه السلام أنه قال: أول شى خلقه الله عز وجل القلم من غير استثناء منه شيئا من الاشياء انه تقدم خلق الله اياه خلق القلم بل عم بقوله صلى الله عليه وسلم أن أول شئ خلقه الله القلم قبل كل شئ إن القلم مخلوق قبله من غير استثنائه من ذلك عرشا ولا ماء ولا شيئا غير ذلك * فالرواية التى رويناها عن أبى ظبيان وأبى الضحى عن ابن ابن عباس أولى بالصحة عن ابن عباس من خبر مجاهد عنه الذى رواه عنه أبو هاشم إذ كان أبو هاشم قد اختلف في رواية ذلك عنه شعبة وسفيان على ما قد ذكرت من اختلافهما فيها وأما ابن إسحاق فإنه لم يسند قوله الذى قاله في ذلك إلى أحد وذلك من الامور التى لا يدرك علمها إلا بخبر من الله عزوجل أو خبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت الرواية فيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القول في الذى ثنى خلق القلم ثم إن الله جل جلاله خلق بعد القلم وبعد أن أمره فكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة سحابا رقيقا وهو الغمام الذى ذكره عزوجل ذكره في محكم كتابه فقال (هل ينظرون إلا أن ياتيهم الله في ظلل من الغمام) وذلك قبل أن يخلق عرشه وبذلك ورد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا ابن وكيع ومحمد بن هارون القطان قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن يعلى ابن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبى رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء * حدثنى المثنى بن ابراهيم قال حدثنا الحجاج قال حدثنا حماد
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق