[ 41 ]
تاريخ الطبري ج 1
بدأ الله خلق السموات والارض يوم الاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس وفرغ منها يوم الجمعة قال فجعل مكان كل يوم ألف سنة * حدثنى المثنى قال حدثنا الحجاج حدثنا أبو عوانة عن أبى بشر عن مجاهد قال يوم من الستة الايام كألف سنة مما تعدون * فهذا هذا وبعد فلا وجه لقول قائل وكيف يوصف الله تعالى ذكره بأنه خلق السموات والارض وما بينهما في ستة أيام قدر مدتها من أيام الدنيا ستة آلاف سنة وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون لانه لا شئ يتوهمه متوهم في قول قائل ذلك إلا وهو موجود في قول قائل خلق ذلك كله في ستة أيام مدتها مدة ستة أيام من أيام الدنيا لان أمره جل جلاله إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون القول في الليل والنهار أيهما خلق قبل صاحبه وفى بدء خلق الشمس والقمر وصفتهما إذ كانت الازمنة بهما تعرف قد قلنا في خلق الله عز ذكره ما خلق من الاشياء قبل خلقه الاوقات والازمنة وبيان أن الاوقات والازمنة إنما هي ساعات الليل والنهار وأن ذلك إنما هو قطع الشمس والقمر درجات الفلك فلنقل الآن بأى ذلك كان الابتداء بالليل أم بالنهار إذ كان الاختلاف في دلك موجودا بين ذوى النظر فيه بأن بعضهم يقول فيه خلق الله الليل قبل النهار ويستشهد على حقيقة قوله ذلك بأن الشمس إذا غابت وذهب ضوؤها الذى هو نهار هجم الليل بظلامه فكان معلوما بذلك أن الضياء هو المتورد على الليل وأن الليل إن لم يبطله النهار المتورد عليه هو الثابت فكان بذلك من أمرهما دلالة على أن الليل هو الاول خلقا وأن الشمس هو الآخر منهما خلقا وهذا قول يروى عن ابن عباس * حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال سئل هل الليل كان قبل النهار ؟ قال أرأيتم حين كانت السموات والارض رتقا هل كان بينهما إلا ظلمة ؟ ذلك لتعلموا أن الليل كان قبل النهار * حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
-------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق