[ 46 ]
تاريخ الطبري ج 1
المشارق والمغارب) فذكر عدة تلك العيون كلها قال وخلق الله بحرا دون السماء مقدار ثلاث فراسخ وهو موج مكفوف قائم في الهواء بأمر الله عزوجل لا يقطر منه قطرة والبحار كلها ساكنة، وذلك البحر جار في سرعة السهم ثم انطلاقه في الهواء مستويا كأنه حبل ممدود ما بين المشرق والمغرب فتجرى الشمس والقمر والخنس في لجة غمر ذلك البحر فذلك قوله تعالى (كل في فلك يسبحون) والفلك دوران العجلة في لجة غمر ذلك البحر والذى نفس محمد بيده لو بدت الشمس من ذلك البحر لا حرقت كل شئ في الارض حتى الصخور والحجارة ولو بدا القمر من ذلك لا فتتن أهل الارض حتى يعبدوه من دون الله إلا من شاء الله أن يعصم من أوليائه قال ابن عباس فقال على بن أبى طالب رضى الله عنه بأبى أنت وأمى يا رسول الله ذكرت مجرى الخنس مع الشمس والقمر وقد أقسم الله بالخنس في القرآن إلى ما كان من ذكرك فما الخنس ؟ قال يا على هن خمسة كواكب البرجيس وزحل وعطارد وبهرام والزهرة فهذه الكواكب الخمس الطالعات الجاريات مثل الشمس والقمر العاديات معهما فاما سائر الكواكب فمعلقات من السماء كتعليق القناديل من المساجد وهى تحوم مع السماء دورانا بالتسبيح والتقديس والصلاة لله ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم فان أحببتم أن تستبينوا ذلك فانظروا إلى دوران الفلك مرة ههنا ومرة ههنا فذلك دوران السماء ودوران الكواكب معها كلها سوى هذه الخمس ودورانها اليوم كما ترون وتلك صلاتها ودورانها إلى يوم القيامة في سرعة دوران الرحا من أهوال يوم القيامة وزلازله فذلك قوله عزوجل (يوم تمور السماء مورا، وتسير الجبال سيرا، فويل يومئذ للمكذبين) قال فإذا طلعت الشمس فانها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلثمائة وستون ملكا ناشرى أجنحتهم يجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس والصلاة لله على قدر ساعات الليل وساعات النهار ليلا كان أو نهارا فإذا أحب الله أن يبتلى الشمس والقمر فيرى العباد آية من الآيات فيستعتبهم رجوعا عن معصيته واقبالا على طاعته خرت الشمس من العجلة فتقع في غمر ذلك البحر
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
---------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق