[ 95 ]
تاريخ الطبري ج 1
هابيل قربانا فأيكما قبل الله قربانه فهو أحق بها وكان قين على بذر الارض وكان هابيل على رعاية الماشية فقرب قين قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه وبعضهم يقول قرب بقرة فأرسل الله عزوجل نارا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قين وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله الله عزو جل فلما قبل الله قربان هابيل وكان في ذلك القضاء له بأخت قين غضب قين وغلب عليه الكبر واستحوذ عليه الشيطان فاتبع أخاه هابيل وهو في ماشيته فقتله فهما اللذان قص الله خبرهما في القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم فقال (واتل عليهم) يعنى أهل الكتاب (نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما) إلى آخر القصة قال فلما قتله سقط في يديه ولم يدر كف يواريه وذلك أنه كان فيما يزعمون أول قتيل من بنى آدم (فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخى) إلى قوله (ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون) قال ويزعم أهل التوراة أن قينا حين قتل أخاه هابيل قال الله له أين أخوك هابيل قال ما أدرى ما كنت عليه رقيبا فقال الله له إن صوت دم أخيك ليناديني من الارض الآن أنت ملعون من الارض التى فتحت فاها فتلقت دم أخيك من يدك فإذا أنت عملت في الارض فإنها لا تعود تعطيك حرثها حتى تكون فرعا تائها في الارض فقال قين عظمت خطيئتي من أن تغفرها قد أخرجتني اليوم عن وجه الارض من قدامك وأكون فزعا تائها في الارض وكل من لقيني قتلني فقال الله عزوجل ليس ذلك كذلك فلا يكون كل من قتل قتيلا يجزى بواحد سبعة ولكن من قتل قينا يجزى سبعة وجعل الله في قين آية لئلا يقتله كل من وجده وخرج قين من قدام الله عزوجل من شرقي عدن الجنة * وقال آخرون في ذلك إنما كان قتل القاتل منهما أخاه أن الله عزوجل أمرهما بتقريب قربان فتقبل قربان أحدهما ولم يتقبل من الآخر فبغاه الذى لم يتقبل قربانه فقتله
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
----------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق