إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 فبراير 2015

[ 19 ] تاريخ الطبري ج 1


[ 19 ]

تاريخ الطبري ج 1


فمعلوم أن الافتراق فيهما حادث بعد أن لم يكن وإذا كان الامر فيما في العالم من شئ كذلك وكان حكم ما لم يشاهد وما هو من جنس ما شاهدنا في معنى جسم أو قائم بجسم وكان ما لم يخل من الحدث لا شك أنه محدث بتأليف مؤلف له إن كان مجتمعا وتفريق مفرق له إن كان مفترقا وكان معلوما بذلك أن جامع ذلك إن كان مجتمعا ومفرقه إن كان مفترقا من لا يشبهه ومن لا يجوز عليه الاجتماع والافتراق وهو الواحد القادر الجامع بين المختلفات الذى لا يشبهه شئ وهو على كل شئ قدير فبين بما وصفنا أن بارئ الاشياء ومحدثها كان قبل كل شئ وأن الليل والنهار والزمان والساعات محدثات وأن محدثها الذى يدبرها ويصرفها قبلها إذ كان من المحال أن يكون شئ يحدث شيئا الا ومحدثه قبله وأن في قوله تعالى ذكره (أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الارض كيف سطحت) لا بلغ الحجج وأدل الدلائل لمن فكر بعقل واعتبر بفهم على قدم بارئها وحدوث كل ما جانسها وأن لها خالقا لا يشبهها وذلك أن كلما ذكر ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية من الجبال والارض والابل فان ابن آدم يعالجه ويدبره بتحويل وتصريف وحفر ونحت وهدم غير ممتنع عليه شئ من ذلك ثم ان ابن آدم مع ذلك غير قادر على إيجاد شئ من ذلك من غير أصل فمعلوم أن العاجز عن إيجاد ذلك لم يحدث نفسه وأن الذى هو غير ممتنع ممن أراد تصريفه وتقليبه لم يوجده من هو مثله ولا هو أوجد نفسه وأن الذى أنشأه وأوجد عينه هو الذى لا يعجزه شئ أراده ولا يمتنع على إحداث شئ شاء إحداثه وهو الله الواحد القهار * فان قال قائل فما ينكر أن تكون الاشياء التى ذكرت من فعل قديمين قيل أنكرنا ذلك لوجودنا اتصال التدبير وتمام الخلق * فقلنا لو كان المدبر اثنين لم يخلو من اتفاق أو اختلاف فان كانا متفقين فمعناهما واحد وإنما جعل الواحد اثنين من قال بالاثنين وإن كانا مختلفين كان محالا وجود الخلق على التمام والتدبير على الاتصال لان المختلفين فعل كل واحد منهما خلاف فعل صاحبه بأن أحدهما إذا أحيا أمات الآخر وإذا أوجد أحدهما أفنى الآخر 

يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

-----------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق