2795
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من البداية - 227
القسم الأولى
المجلد السادس
من تاريخ العلامة ابن خلدون
ذوي عبيد الله :
فهم المجاورون لبني عامر بن زغبة وفي سلطان بني عبدالواد
من زناتة، فمواطنهم ما بين تلمسان إلى وجدة إلى مصب وادي ملوية في البحر ومنبعث وادي صا من القبلة. وتنتهي رحلتهم في القفار إلى قصور توات وتمنطيت وربما عاجوا ذات الشمال إلى تاسابيت وتوكرارين. وهذه كلها رقاب السفر إلى بلاد السودان. وبينهم وبين بني عامر فتن وحروب موصولة. وكان لهم مع بني عبد الواد مثلها قبل السلطان والدولة، فما كانوا أحلافاً لبني مرين. وكان المنبات من ذوي منصور أحلافاً لبني عبد الواد فكان يغمراسن يوقع بهم أكثر أوقاته وينال منهم إلى أن
صحبوا بسبب الجوار، واعتزت علهم الدولة فأعطوا الصدقة والطوائل وعسكروا مع السلطان في حروبه.
ولم يزل ذلك إلى أن لحق الدولة الهرم الذي يلحق مثلها فوطنوا التلول، وتملكوا وجدة وندرومة وبني يزناسن ومديونة وبني سنوس أقطاعا من السلطان، إلى ما كان لهم عليها قبل من الأتاوات والوضائع فصار معظم جبايتها لهم، وضربوا على بلاد هنين بالساحل ضريبة الإجازة منها إلى تلمسان، فلا يسير ما بينهما مسافر أيام حلولهم بساحتها إلا بإجازتهم، وعلى ضريبة يؤديها إليهم. وهم بطنان: الهراج والخراج، فالخراج من ولد فزاج بن مطرف بن عبيد الله، ورياستهم في أولاد عبد الملك وفرج بن علي بن أبي الريش بن نهار بن عثمان بن خراج، لأولاد عيسى بن عبد الملك ويعقوب بن عبد الملك ويغمور بن عبد الملك.
وكان يعقوب بن يغمور شيخهم لعهد السلطان أبي الحسن، ولفا تغلب على تلمسان استخدم له عبيدالله هؤلاء. وكان يحيى بن العز من رجالة بني يزناسن أهل الجبل المطل على وجدة. وكان له قدم في خدمة الدول فاتصل بالسلطان أبي الحسن ورغبه في ملك قصور هذه الصحراء، فبعثه مع هؤلاء العرب في عسكر، ودخل معهم إلى الصحراء وملك تلك القصور واستولى عليها. وأسف عبيد الله بانتزاع أملاكهم وسوء المعاملة لهم، فوثبوا به وقتلوه في خبائه، وانتهبوا عسكر السلطان الذين معه ونقضوا الطاعة. وفر يعقوب بن يغمور فلم يزل شريداً بالصحراء سائر أيامه، ورجع بعد ذلك.
ثم عادت دولة بني عبد الواد فصدوا في ولايتها فلم يزل على ذلك، وخلفه إبنه طلحة، وكان أيام خلاف يعقوب وانتقاضه رأس على الخراج من أهل بيته منصور بن يعقوب بن عبد الملك وإبنه رحوّ من بعده. وجاء أبوحمو فكان له في خدمته ومخالطته قدم فقدمه شيخاً عليهم. فرئاستهم لهذا العهد منقسمة بين رجو بن منصوربن يعقوب بن
عبد الملك وبين طلحة بن يعقوب المذكور آنفا وربما نازعه. ولهم بطون كثيرة فمنهم: الجعاونة من جعوان بن خراج، والغسل من غاسل بن خراج، والمطارفة من مطرف بن يخراج، والعثامنة من عثمان بن خراج. وفيهم رياستهم كما قلناه ومعهم ناجعة يسمون بالمهاية ينسبون تارة إلى المهاية بن عياض، وقدمنا ذكرهم، وتارة إلى مهيا بن مطرف.
وأما الهراج فمن ولد الهراج بن مهدي بن محمد
بن عبيد الله، ومواطنهم في ناحية المغرب عن الخراج فيجاورون بني منصور ولهم تاوريرت وما إليها. وخدمتهم في الغالب لبني مرين وإقطاعاتهم من أيديهم، ومواطنهم تحتهم، ورجوعهم إلى عبد الواد في الأقل. وفي بعض الأحايين ورياستهم في ولد يعقوب بن هبا بن هراج لأولاد مرين بن يعقوب، وأولاد مناد بن رزق الله بن يعقوب، وأولاد فكرون بن محمد بن عبد الرحمن بن يعقوب من ولد حريزبن يحيى الصغيربن موسى بن يوسف بن حريز، كان شيخاً عليهم أيام السلطان عبد العزيز وهلك عقبه، ورأس عليهم ابنه. ومن ولد مناد أبو يحيى الكبير بن مناد، كان شيخاً قبل أبي يحيى الصغير، وبالإضافة إليه وصف بالصغير. ومنهم أبوحيمدة محمد بن عيسى بن مناد وهو لهذا العصررديف لشيخهم من ولد أبي بحيى الصغير، وهو كثير التقلب في القفار والغزو للقاصية ولأهل الرمال والملثمين. والله مالك الأمور لا رب غيره ولا معبود سواه وهو نعم المولى ونعم النصير0
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق