إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 فبراير 2015

2524 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس من صفحة 343- 412 وفاة صلاح الدين وحال ولده وأخيه من بعده:



2524

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

من صفحة 343- 412


وفاة صلاح الدين وحال ولده وأخيه من بعده:

ولما وصل صلاح الدين إلى دمشق، وقد خف من شواغل الإفرنج بوهنهم، وماعقد من الهدنة فأراح قليلاً. ثم اعتزم على احداث الغزو فاستشار إبنه الأفضل وأخاه العادل في مذهبه فأشار العادل بخلاط لأنه كان وعده أن يقطعه إياها إذا ملكها. وأشار الأفضل ببلاد الروم إيالة بني قليج أرسلان لسهولة أمرها واعتراض الإفرنج فيها إذا قصدوا الشام لأنها طريقهم. فقال لأخيه تذهب أنت لخلاط في بعض ولدي وبعض العساكر. وأذهب أنا إلى بلاد الروم. فإذا فرغت منها لحقت بكم فسرنا إلى أذربيجان، ثم إلى بلاد العجم. وأمره بالمسير إلى الكرك وهي من أقطاعه ليتجهز منها ويعود لشأنه. فسار إلى الكرك ومرض صلاح الدين بعده ومات في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة لخمس وعشرين سنة من ملكه مصر رحمه الله تعالى.وكان معه بدمشق إبنه الأفضل نور الدين، والعساكر عنده فملك دمشق والساحل وبعلبك وصرخد وبصرى وبانياس وشوش وجميع الأعمال. إلى الداروم. وكان بمصر إبنه العزيز عثمان فاستولى عليها. وكان بحلب إبنه الظاهر غازي فاستولى عليها وعلى أعمالها مثل: حارم وتل باشر وإعزاز



 وبرزية ودربساك وغيرها وأطاعه صاحب حماة ناصر الدين محمد بن تقي الدين عمر بن  شيركوه وله مع حماة سلمية والمعرة ومنبج. وابن محمد بن شيركوه، وله مع الرحبة حمص وتدمر. وببعلبك بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه، ولقبه الأمجد. وببصرى الظافر بن صلاح الدين، ولقبه الأمجد مع أخيه الأفضل. وفي شيزر سابق الدين عثمان بات الداية، وبالكرك والشويك الملك العادل. وبلغ الخبر إلى العادل فأقام بالكرك. واستدعاه الأفضل من دمشق فلم يجبه فخوّفه ابن أخيه العزيز صاحب مصر من عز الدين صاحب الموصل. وقد كان سار من الموصل إلى بلاد العادل بالجزيرة فوعده بالنصر منه. وأوهمه الرسول إن لم يسر إلى الأفضل بدمشق أنه متوجه إلى العزيز بمصر ليحالفه عليه. فحينئذ إرتاب العادل وسار إلى الأفضل بدمشق فتلقاه بالميرة وجهز العساكر لمدافعة عز الدين صاحب الموصل عن بلاد الجزيرة. وأرسل إلى صاحب حمص وصاحب حماة يحضهم على إنفاذ العساكر معه وعبر بها الفرات. وأقام بنواحي الرها. وكان عز الدين مسعود بن مودود صاحب الموصل لما بلغه وفاة صلاح الدين اعتزم على المسير إلى بلاد العادل بالجزيرة حران والرها وسائرها ليرتجعها من يده، ومجاهد الدين قايماز أتابك دولته يثنيه عن ذلك، ويعذله فيه فتبين حال العادل مع ابن أخيه. وبينما هو في ذلك إذ جاءت الأخبار بأن العادل بحران. ثم وافاهم كتابه بأن الأفضل ملك بعد أبيه صلاح الدين، وأطاعه الناس فكاتب عز الدين جيرانه من الملوك مثل صاحب سنجار وصاحب ماردين يستنجدهم. وجاء إليه أخوه على نصيبين وسار معه إلى الرها فأصابه المرض في طريقه ورجع إلى الموصل فمات أوّل رجب من السنة، واستقرّت إيالة العادل في ملكه من الجزيرة فلم يهجه منها أحد، والله تعالى ينصر من يشاء من عباده.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق