2517
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
وفاة زين الدين صاحب إر بل وولاية أخيه كوكبري
كان زين الدين يوسف بن زين الدين قد دخل في طاعة صلاح الدين وكانت له إربل كما مرّ لأيام أبيه وحران والرها لأخيه مظفر الدين كوكبري وكان يعسكر مع صلاح الدين في غزواته وحضر عنده على عكا فأصابه المرض وتوفي في ثامن عشر رمضان سنة أربع وثمانين فقبض أخوه مظفر الدين كوكبري على بلد أمير من أمرائه وبعث إلى صلاح الدين يطلب إربل وينزل عن حران والرها فأجابه وأقطعه إياهما وأضاف إليهما شهرزور وأعمالها ودار بند العرابلي
وهي قفجاق وكاتب أهل إربل مجاهد الدين صاحب الموصل خوفاً من صلاح الدين مع أنّ مجاهد الدين كان عز الدين قد حبسه كما مرّ ثم أطلقه وولاه نائبه وجعل بعض غلمانه عينا فكان يناقضه في كثير من الأحوال فقصد مجاهد الدين أن يفعل معه مثل ذلك في إربل فامتنع منها وولاها مظفر الدين واستفحل أمره فيها ولما نزل مظفر الدين عن حران والرها ولاها صلاح الدين لابن أخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه مضافة إلى ميافارقين بديار بكر، وحماة وأعمالها بالشام. وتقدم له أن يقطع أعمالها للجند فيتقوى بهم على الإفرنج فسار تقي الدين إليها وقرر أمورها. ثم إنتهى إلى ميافارقين، وتجدد له طمع فيما يجاورها من البلاد فقصد مدينة حال من ديار بكر. وسار إليه سيف الدين بِكتمر صاحب خلاط في عساكره وقاتله فهزمه تقي الدين ووطىء بلاده. وكان بكتمر قد قبض على مجد الدين بن رستق وزير سلطان شاكرين وحبسه في قلعة هنالك. فلما إنهزم كتب إلى والي القلعة بقتله فوافاه الكتاب وتقي الدين محاصر له. فلما ملك القلعة أطلق ابن رستق وسار إلى خلاط وحاصرها فامتنعت عليه، فعاد عنها إلى ملاذكرد فضيق عليها حتى استأمنوا له، وضرب لهم أجلاً في تسليم البلد. ثم مرض ومات قبل ذلك الأجل بيومين، وحمله ابنه إلى ميافارقين فدفنه بها، واستفحلت دولة بكتمر في خلاط، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق