463
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
فؤاد باشا الصدر الاعظم واصلاحاته
قد ذكرنا انه لما تولى السلطان عبد العزيز منصب الخلافة العظمى ابقى محمد امين عالي باشا في الصدارة العظمى لكن لم يلبث ان اقاله تبعا للظروف في جمادى الاولى سنة 1278 نوفمبر سنة 1861 وعين فؤاد باشا صدرا اعظم ولم تدم صدارته الاولى بل فصل عنها وبعد بعض تقلبات اعيد اليها بعد بضعة شهور فبذل جهده في اصلاح المالية التي كانت على شفا الافلاس بسبب الديون الكثيرة التي اقترضتها الدولة في ايام السلطان محمود الثاني وعبد المجيد بسبب انشاء القوائم التي هي عبارة عن اوراق صغيرة ملونة بالوان مختلفة كل منها بقيمة معلومة من النقود ولبيان سوء الاحوال المالية نقول انه لما انتشبت حرب استقلال اليونان ودمرت الدول دونانماتها ظلما وتعصبا التزمت الدولة لتجديد مراكبها وتقوية جيوشها إلى اصدرا القوائم المالية فاصدرت اولا في سنة 1830 اوراقا بمبلغ اثنين وثلاثين الف كيسة بفائدة ثمانية في المائة سنويا تستهلك في ثماني سنوات ثم بسبب حروب الشام بين مصر والدولة ما تيسر لها استهلاك هذا القدر بل اصدرت اوراقا بلا فائدة وامتنعت عن دفع الفائدة عن الاوراق الاصلية وتوالى بعد ذلك اصدار الاوراق في كل سنة تقريبا
ولما تربع السلطان عبد المجيد في دست الخلافة اراد سحب القوائم الا ان حرب القرم وما جرته على الدولة من المصاريف الباهظة منعه عن تتميم مشروعه واضطرته الاحوال إلى الاستدانة من اوروبا للقيام باعباء الحرب ثم استغرقت المصاريف كل القرض فاصدر قوائم جديدة واستمر الحال على هذا المنوال وكل سنة تزداد الديون الخارجية والقوائم الداخلية حتى ولي فؤاد باشا منصب الصدارة فاقنع جلالة السلطان عبد العزيز بضرورة ابطال القوائم وتسوية جميع الديون بكيفية منتظمة فاصدر السلطان فرمانا عاليا في 20 رجب سنة 1278 21 يناير سنة 1862 لفؤاد باشا باصلاح المالية واعمال ميزانية سنوية لايرادات ومصروفات الدولة ثم في 19 الحجة سنة 1278 17 يونيو سنة 1862 اصدر اليه فرمانا آخر اهم ما جاء به سحب القوائم باجمعها وتصفية جميع الديون السائرة ودفع بدل القوائم نقودا ذهبية او فضية بقيمة اربعين في المائة وسهاما جديدة بقيمة الستين في المائة الباقية
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق